أصدرت الأممالمتحدة مؤخرا دليلا إرشاديا بعنوان «تمكين المدن من مجابهة الكوارث (مدينتي تستعد) يتضمن المبادىء التوجيهية لقادة الحكومات المحلية كرؤساء البلديات والمجالس والمحافظين. ويستعرض الدليل الإطار العام للمخاطر والممارسات والأدوات التي يمكن تطبيقها حتى تتمكن المدينة وسكانها من مجابهة الكوارث والتعافي من آثارها. ويذكر التقرير أنه لا يوجد شيء اسمة كوارث طبيعية، بل أخطار طبيعية تتحول إلى كوارث، فقط عندما تصيب وتؤثر في الناس وممتلكاتهم. وتزداد احتمالات تحول الزلازل أو الظواهر المناخية العنيفة، أو الأخطار التي يسببها الإنسان إلى كوارث في المدن،حيث زادت درجة الهشاشة في المدن إزاء الأخطار الطبيعية بسبب تزايد سكان المدن وزيادة الكثافة في معظم المناطق. ما أدى إلى تزايد الضغوط على البنية الأساسية والخدمات، ونمو الاستيطان في مناطق هشة مثل الوديان والأراضي الساحلية المنخفضة، أو على المنحدرات غير المستقرة. فأصبح من السهل أن تؤثر الأحداث المناخية والطبيعية وغيرها في حياة وممتلكات سكان المناطق الحضرية وتتحول إلى كوارث . ولهذا يحاول هذا الدليل التركيز على مبادرات الحكومات المحلية بمشاركة المجتمع المدني لجعل المدن قادرة على مجابهة الكوارث، وأكثر مرونة للتأقلم مع المخاطر. وأشار إلى أن المدن الأكثر قدرة هي التي تمتلك خدمات بنية تحتية منظمة بقوانين كافية لمنع نمو العشوائيات، ولها إدارة للتنمية المستدامة بحيث يكون الكل على دراية بالمخاطر، ولديهم المعلومات الكافية للمشاركة في فعاليات الاستجابة للحد من المخاطر والتعافي من آثارها. وحدد التقرير قائمة الأساسيات العشر لتمكين المدن على مواجهة مخاطر الكوارث ومن أهمها: حماية النظم البيئية الطبيعية، والحواجز الطبيعية للتخفيف من آثار الفيضانات، والعواصف وغيرها من المخاطر. بجانب وضع نظم الإنذار المبكر، وتوفير قدرات إدارة الطوارئ في المدينة، وإجراء تدريبات الاستعداد للجمهور بشكل منتظم. بالإضافة إلى تنظيم وتنسيق الجهود لفهم المخاطر والحد منها بمشاركة المواطنين والمجتمع المدني والتحالفات المحلية. مع ضمان أن جميع الإدارات تتفهم دورها في الحد من مخاطر الكوارث والاستعداد لها؛ ووجود ميزانية مخصصة للحد من مخاطر الكوارث وتقديم حوافز لأصحاب المنازل والأسر ذات الدخل المنخفض وللمجتمعات المحلية والقطاع الخاص للاستثمار في الحد من المخاطر التي يواجهونها بشرط توفير وتحديث البيانات المتعلقة بالمخاطر المحتملة ومعلومات عن القابلية للتضرر. مع إعداد تقييمات للمخاطر، ودمجها في خطط وقرارات التنمية الحضرية، وكذلك تقييم سلامة جميع المدارس والمرافق الصحية ورفع مستويات هذ المرافق، وتطبيق وتنفيذ واقعي لقواعد وشروط البناء الخاصة وفقا لمبادئ التخطيط السليم لاستخدامات الأراضي، مع تخصيص أراض آمنة للمواطنين من ذوي الدخول المنخفضة، وتطوير الأحياء العشوائية، وضمان وجود برامج للتعليم والتدريب على الحد من مخاطر الكوارث في المدارس والمجتمعات المحلية. وأخيرا وليس آخرا توفير احتياجات الناجين بعد أي كارثة، وتقديم الدعم للمشاركين في عملية إعادة الإعمار ولمنظماتهم المجتمعية، وتوفير المساعدات للاستجابة الملائمة لإعادة بناء المنازل، وتوفير سبل كسب العيش .