أكد عدد من المبتعثين في الولاياتالمتحدةالأمريكية أن اطمئنان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على أوضاع أبنائه الطلبة السعوديين في الولاياتالمتحدة إثر إعصار ساندي ما هو إلا تأكيد على الأبوة الحانية التي تميز علاقة الملك بأبنائه الطلبة. وقال المبتعثون إن اطمئنان خادم الحرمين الشريفين على عدم إصابة أي من المبتعثين بأذى جراء إعصار ساندي، يأتي انطلاقا من اهتمامه الدائم -حفظه الله- بالطلبة في الخارج، مشددين على أن هذا الاهتمام يزيد من إصرار المبتعثين على تحقيق المزيد من الإنجازات العلمية التي تصب في مصلحة الوطن. وأجمع الطلاب المبتعثون الذين استطلعت «عكاظ» آراءهم حول اطمئنان خادم الحرمين على أبنائه في الولاياتالمتحدة، على أن هذا الاهتمام يشكل دافعا كبيرا لهم لمواصلة مسيرتهم العلمية، مؤكدين أنهم سيظلون أوفياء للوطن، مجددين ولاءهم لخادم الحرمين. خالد العنزي الطالب في جامعة ميتشيجان أكد أن عدم إصابة أي طالب سعودي بهذا الإعصار الذي أصاب الولاياتالأمريكيةالشرقية، كان خبرا سارا لكل المبتعثين، خصوصا أن التواصل بين الطلبة كان على أعلى المستويات عبر شبكات التواصل الاجتماعي. وأضاف أنه شعر بالذعر والخوف، حين سمع أن الجانب الشرقي من ولاية ميتشيجان ستصاب بالإعصار، إلا أن الأضرار كانت لا تذكر، مشيرا إلى أن اطمئنان خادم الحرمين على أبنائه الطلبة كان خبرا سعيدا أثار الحميمية بين الطلبة السعوديين. أما المبتعث هشام الحمود في ذات الولاية فقد أوضح أنه تلقى خبر الإعصار عن طريق الاذاعات والبرامج التيلفزيونية الأمريكية، الأمر الذي زاده حرصا لتوخي الحذر بالاطلاع على إرشادات ووسائل السلامة ومتابعة رسائل البريد الإلكتروني التي تخص تحذيرات الملحقية الثقافية. وأضاف أنهم عندما سمعوا بأن الملك -يحفظه الله- تابع أوضاع الطلبة السعوديين، شعروا بأنهم في حضرة أب عطوف على أبنائه أينما كانوا، لافتا إلى أن معظم الطلبة شعروا بنفس الإحساس، فضلا عن شعور العز والفخر بهذا القائد الحكيم. ويقول الطالب محمد الخشرم إنه تلقى الخبر عن طريق أصدقائه الذين يدرسون في مدينة فيلاديلفيا بولاية بينسيلفينيا، حيث أخبروه بأن هنالك حالة طوارئ في أغلب ولايات شرق أمريكا، وأن الطلاب المبتعثين في الولايات المذكورة يعيشون حالة صدمة بعد رؤيتهم لحالات الإخلاء والطوارئ، لافتا إلى أن سفارة المملكة كانت على تواصل دائم مع الطلبة السعوديين. وقالت المبتعثة رهف محمد في (جامعة جورج ميسن) إن الإعصار كان مخيفا لما خلف من أضرار فادحة على الولاية، ولما لحق بالمنطقة من دمار، موضحة أن صافرات الإنذار التي أطلقت حين بدء الإعصار في ولاية فيرجينيا سببت للطالبات حالة من الذعر والقلق الشديدين. وكانت آثار إعصار ساندي أشد وقعا على الطلاب السعوديين المغتربين في ولايتي نيوجرسي ونيويورك، حيث وجدوا أنفسهم بين مطرقة الإعصار وسندان الملحقية الثقافية التي لم تتفاعل مع الحدث كما ينبغي وفقا لما ذكره بعض الطلاب الذين عاشوا المعاناة، لتظل تلك الليلة التي مر فيها الإعصار محفورة في ذاكرتهم كما هي محفورة في الذاكرة الأمريكية، وذلك عندما أعلن البيت الأبيض رسميا حالة الطوارئ في هاتين الولايتين، ذلك أن الإعصار المدمر الذي ضرب بقوة مطلع الأسبوع الماضي لم يتكرر خلال العقود الماضية إلا مرة أو مرتين بحسب وصف شهود عيان من كبار السن. (عكاظ) التقت طلابا عاشوا الفزع لحظة بلحظة، وكابدوا ليلة وصفها كثيرون بأنها كانت الأطول في حياتهم، حيث يروي الطالب محمد الدوسري: في الساعة السابعة مساء أخبرنا المشرف على السكن الطلابي بضرورة إخلائه، والتوجه للقاعة الرئيسية للمبنى، بعيدا عن تطاير الزجاج، ثم ضربت العاصفة المبنى وكانت الأشجار الضخمة تتطاير أمام أعيننا في مشهد مخيف، ثم انقطع التيار الكهربائي بعد ذلك بوقت يسير، ومكثنا كذلك في برد وظلام دامس ساعتين، حيث انقطعت أبراج الجوال، وأمسينا تحت رحمة الله والإعصار يشتد وقعه كل لحظة، لافتا إلى أن الإعصار استمر حتى الساعة الثامنة من صباح اليوم التالي، وكانت الصاعقة من الآثار التي خلفها الإعصار، ولا تزال أبراج الجوال معطلة في المنطقة التي نقطن فيها. من جانب آخر يضيف الطالب ماجد المطيري أن الملحقية أرسلت «إيميلا» تحذر فيه الطلاب من الإعصار القادم من جهة البحر، وقد شرفت بتحويل شقتي الصغيرة مأوى للعوائل السعودية المجاورة التي انطفأت الكهرباء في بيوتها، وذلك في ظل شح الموارد والخدمات العامة والتغذية بالمدينة، فيما تعوض الملحقية الطالب 250 دولارا فقط. ويضيف أن أحد الطلاب السعوديين أبلغته شركة الكهرباء أن الخدمة لن تعود إليه قبل عشرة أيام، متسائلا: كيف يتسنى لهذا الطالب تأمين إيجار غرفة في أحد الفنادق طوال هذه الفترة، فضلا عن مصروفات أطفاله في ظل ارتفاع إيجارات الفنادق جراء الضغط المتزايد عليها. بعض المصادر ذكرت أن الملحقية تكفلت بإيجار فنادق للطلاب في المناطق المنكوبة، إلا أن محاولات «عكاظ» للتأكد من صدقية هذه المعلومة من عدمها لم تفلح نظرا لانقطاع الكهرباء ووسائل الاتصال.