رأى مثقفون وأكاديميون في حديث ل «عكاظ» أن فوز باراك أوباما لفترة رئاسية ثانية للولايات الأمريكيةالمتحدة فرصة مناسبة لتعزيز العلاقات وتقوية التعاون بين الجانبين السعودي والأمريكي في المجالات الثقافية والتربوية والتعليمية. وقال الكاتب والأكاديمي الدكتور عايض الردادي أن الرئيس الأمريكي في فترته السابقة حاول أن يقيم علاقات متوازنة مع الثقافات الأخرى، لافتا إلى أن الأمل معقود في فترة رئاسته الثانية أن يستفيد مما هو مطروح في العالم من إقامة حوار بين الثقافات واحترام خصوصيات كل ثقافة والخروج مما كان يعرف بصدام الثقافات؛ لأن التعايش السلمي في العالم مطلوب، وأن أي أمة لن تتخلى عن خصوصياتها وهويتها مهما كانت ضعيفة أو حاول أحد ما أن يفرض ثقافته سواء بالقوة الناعمة أو العسكرية. وبين أن الآمال معلقة في أن يسود الحوار والتعاون، وبالذات في مجال الثقافات؛ لأنها محور الصراع الذي يشهده العالم على مدى تاريخ طويل. من جانبه، أكد الدكتور عبدالمحسن القحطاني أن ما ميز أمريكا ثقلها الثقافي لا العسكري، مبينا أن الثقافة ركن أساسي لدى الأمريكيين، فضلا عن أنها تدخل من خلاله ما يفوق ما تدخله من بيع السلاح. ولفت إلى برنامج الابتعاث الخارجي الذي يعد مثالا جيدا للتلاقح الثقافي، بحيث يأخذ الطلاب الجيد ويتركون الرديء، مبينا أن المعرفة حق للجميع، وأن أمريكا وأوروبا تعتمدان على علم وطب وأدب العرب منذ مئات السنين، وأن الأمر يتطلب مزيدا من الحراك بالتعاون في هذه المجالات. من جانبه، رأى الأكاديمي والكاتب الدكتور صدقة فاضل أن الرئيس أوباما أصبح في فترة رئاسته الثانية أكثر تحررا في اتخاذ القرارات الاستراتيجية الكبرى على المستويين الداخلي والخارجي؛ لأنه غير مهتم في هذه الفترة بإعادة انتخابه لمرة ثالثة، إذ أن الدستور الأمريكي لا يسمح بذلك لأي رئيس. وأكد أن العلاقات السعودية الأمريكية وثيقة وتتطور وتنمو من حسن إلى أحسن مع مرور الوقت، لافتا إلى أن من الممكن استفادة المملكة والعالم العربي من أوباما في فترته الثانية، وأنهم يتوقعون منه قرارات أكثر استقلالية وتحررا من قراراته في الفترة الأولى، مبينا أن التعاون السعودي الأمريكي سيكون له معنى أفضل وأقوى في هذه الفترة. ووصف فاضل أوباما بذي النوايا الحسنة، متوقعا أن تكون سياساته ملموسة وإيجابية تحقق ما يعد به ويلمح إليه من سياسات ووعود، مضيفا «إن تحققت هذه الوعود فستسهم في استتباب الأمن والسلم في كل المستويات».