أكد رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند على العلاقات الوطيدة التي تربط بلاده بالمملكة في مختلف المجالات، رافعا شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على كرم الضيافة وطيب الاستقبال خلال زيارته للمملكة. وعد فخامته في مؤتمر صحفي عقده أمس قبيل مغادرته مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة المملكة شريكا استراتيجيا لفرنسا، منوها إلى أن هذه الزيارة تأتي أولا لتعزيز علاقته الشخصية مع خادم الحرمين الشريفين وبناء الثقة المتبادلة. وذكر فخامته أن هذه الزيارة بينت الالتقاء في وجهات النظر بين جمهورية فرنسا والمملكة العربية السعودية وبحث عدة قضايا على الجانب السوري واللبناني والأحداث التي تشهدها المنطقة، مؤكدا أن هناك تطابقا في وجهات النظر حول مجمل القضايا والأحداث. وحول حقوق المرأة قال هولاند: حدثني خادم الحرمين عن القرارات التي اتخذت منذ عام 2005م في هذا الصدد، وقد التقيت بعض مؤسسات المجتمع المدني خلال الزيارة، حيث ظهرت لي جملة من الإصلاحات التي اتخذت، والقرارات المنفذة، التي تصب في مصلحة حقوق المرأة والإنسان في المملكة. وثمن موقف المملكة في زيادة إمدادات البترول للسوق العالمية، نتيجة العقوبات المفروضة على إيران، مؤكدا على دور المملكة في مجموعة الدول العشرين، والمساعدة في نمو الاقتصاد العالمي، ومشيرا إلى أنها المشتري الأول للبضائع الفرنسية على مستوى الشرق الأوسط، ما يجسد العلاقات التجارية المميزة بين البلدين، وجودة المنتجات والخدمات الفرنسية. وردا على سؤال ل«عكاظ» عن قدرة فرنسا ومدى توجهها نحو إطلاق مبادرة لإنقاذ سورية، قال هولاند: «إن فرنسا هي من أخذ زمام المبادرة أمام مجلس الأمن لدعم الشعب السوري، وهي التي جمعت المعارضة، وطالبت بفرض عقوبات على النظام السوري، وحماية الشعب، وكذلك حماية المناطق المحررة، ودعم اللاجئين في تركيا والأردن ولبنان، والدعوة لتشكيل حكومة من المعارضة، واختيار شخصية توافقية لرئاسة الحكومة»، مؤكدا أن الحكومة الفرنسية تبذل جهودا مستمرة لإنقاذ الشعب السوري ومساندته في محنته ضد النظام، مبديا أمله في أن تقوم دول أخرى لمساندة فرنسا في هذا الاتجاه. وأكد وجوب إيجاد شخصية تمثل المعارضة السورية، وتشكيل حكومة وتختار شخصية توافقية، والتأكد من عملية الديموقراطية، وأن تنظم المعارضة نفسها وتحصل على شرعية، قائلا: «علينا أن نساعد المعارضة ولا بد أن تكون هناك حكومة مؤقتة ومعارضة منظمة نثق بها ونسلمها السلاح ونضمن ماذا ستفعل بالسلاح ؟ وكيف تتصرف به ؟». وإلى الشأن اللبناني، أبدى الرئيس هولاند حرص حكومة فرنسا على سلامة الأراضي اللبنانية وأمنه واستقراره ووحدته واستعداد فرنسا لاستقبال كافة الأطراف من أجل الوحدة الوطنية، مشددا على أن التغيير في الحكومة لا بد أن يتم وفق حوار وطني يجسد وحدة الشعب، وأن يكون هناك وقفة جادة وقوية ضد النظام السوري الذي يسعى إلى زعزعة الوضع في لبنان وأمنه واستقراره. وشدد على استمرار الضغوط تجاه إيران، وقال: «رغم العقوبات والضغوط التي تمارس عليها لإيقاف استخدام الطاقة النووية للأغراض العسكرية لم نر أية بوادر إيجابية، وسوف نستمر في ممارسة هذه الضغوط»، رافضا بشدة مبدأ خفض استخدامها النووي إلى 20 في المائة.