الأنثى التي تطالب بحريتها ومساواتها بالرجل هي في بيئة هضمت حقها كثيرا ولم تبقِ لها سوى الفتات، أقصد ببيئتها (والدها وإخوانها وأجدادها وأخوالها وأعمامها).. المجتمع السعودي فيه (الصالح) وفيه غير ذلك، ويحكمه شرع الله، لكن نجد ولي أمر المرأة يمنعها من الدراسة، ويمنعها من الخروج والترفيه الحلال، ويمنعها من السفر للدراسة أو للعمل، ويمنعها من التصرف بأموالها فضلا عن امتلاكها، ويخفيها عن العالم كما لو كانت عيبا أو عارا، فهذه كلها أمور عائلية، فكل ولي أمر يختلف في تربيته وأسلوبه ودرجة تسلطه، ومهما بلغ من الخطأ، فهذا بينه وبين ربه قبل أن يكون بينه وبين (المرمطة في المحاكم)، وكما نجد نسبة من أولياء أمور النساء (الديكتاتوريين)، نجد نسبة من النساء (الليبراليات) اللواتي يطالبن بحرية بلا قيود أو حدود، يطالبن بنزع الحجاب، يطالبن بإهمال ولي الأمر، يطالبن بالسفر بلا محرم، يطالبن بالمساواة بالرجل في الميراث، وفي الشهادة، وفي العمل، ولا توجد حرية كهذه في الدين، فالمرأة مختلفة عن الرجل منذ آدم و حواء، وهي معادلة سهلة: إذا عدل الرجل مع المرأة فإن المرأة ستصبح حرة. إن السعوديات ملكات في الإسلام، كما كانت الصحابيات والتابعيات، ولكن (بعض) الرجال يخلط بين الدين وبين العادات، وفي نفس الوقت (بعض) النساء يخلطن بين العدل وبين الحرية المنفلتة. أنوار فلمبان