احتفت عدد من الوكالات العالمية والمواقع الالكترونية، بإمامة إحدى الداعيات السعوديات لجمع من المصليات، في القسم النسوي الخاص بالهيئة العالمية للتعريف بالإسلام، على رغم أن الأمر محسوم شرعياً بالإباحة، إلا أن تجسده اجتماعياً لا يزال ضئيلاً بحكم العادات الاجتماعية. يأتي هذا الخبر على خلفية خبر أذاعته وكالة الأنباء السعودية (واس) أن القسم النسوي بالهيئة العالمية للتعريف بالإسلام نظم برنامجاً وفعاليات وإفطاراً جماعياً للجاليات أخيراً، برعاية الأميرة العنود بنت عبد الرحمن بن أحمد، وبحضور عدد من سيدات المجتمع، وذلك بمقر الفرع النسوي في حي السليمانية بالرياض. وبعد الإفطار قامت الداعية السعودية مضاوي الطشلان بإمامة النساء المصليات في صلاتي العشاء والتراويح جماعة. من جانبه، رأى أستاذ نظم الحكم والقضاء والمرافعة الشرعية في جامعة الملك عبدالعزيز وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة الدكتور حسن سفر أن الصحابيات كن يتقدمن لإمامة بعض الصحابيات والتابعيات. وأفاد أن الإمامة الصغرى (الصلاة) يتساوى فيها الرجال والنساء من حيث الشروط، فكما يجوز ان يفتي الرجل يجوز للمرأة ان تفتي، وكذا الأمر يسري في إمامة الصلاة شريطة أن تكون المرأة تؤم بنساء مثلها وأن تكون المرأة مكتملة الشروط. وحول احتفاء الغرب بهذا الأمر رأى أنه من قبيل الإثارة والزوبعة الإعلامية، واتهم الغرب بأنه يريد أن يبين أن الامر بدأ يتحرك شيئاً فشيئاً حتى يتقبل المجتمع صلاة المرأة بالرجل تحت لافتة «غربوا المجتمعات»، مستبعداً أن يكون لديهم صورة مشوهة عن الإسلام «هم (الغرب) لا يجهلون ذلك أن إمامة المرأة للمرأة جائزة». من جهته، يرى الباحث الشرعي منصور الزغيبي في حديث مع «الحياة» أن الغرب لديه صورة ضبابية في كثير من المسائل، لذا لا بد أن نوضح له أن الإسلام ليس فيها عنصرية للرجل دون المرأة، مشيراً إلى أن هناك أموراً عدة مباحة شرعاً لكنها لا تماس، معتبراً أن لا جديد في إمامة المرأة للمصليات، لكن الجديد أن هذه الفكرة مورست فعلياً. ولفت إلى أن عدداً من الأمور المباحة مغيبة بحكم العادات، وقال: «لو لاحظنا أحوال النساء حين يدخلن المساجد في القسم الخاص بهن، نجد كل امرأة منهن تصلي وحدها، وهذا أصبح مشاهداً بشكل واضح، إذ لم يعتدن الصلاة مع بعضهن، لكن إذا كانت تقاليدنا لم تظهر ذلك للغرب فهذا لا يعني أن الإسلام لا يبيح الأمر». وأكد أن ما يطبق في قطر إسلامي معين لا يعني أن هذا هو الإسلام، وما لا يطبق لا يعني أن الإسلام يرفضه، لكن الزغيبي لم يرحب بفكرة وجود مساجد مستقلة خاصة بالنساء لعدم الحاجة لذلك. يذكر أن أمينة ودود، أمت بالمصلين والمصليات (حوالى 15 بين رجال ونساء) في مصلى بمركز اوكسفوردشير ماسونيك وأثارت صلاتها عاصفة من الردود الشرعية أتت من طراز رفيع من العلماء كالشيخ يوسف القرضاوي وغيره، إلا أن أمينة كانت تزعم أنه لا شيء في القرآن ولا في الحديث يمنعني من القيام بذلك. كما أن المؤلفة الكندية المسلمة راهيل رازا قامت بإمامة المصلين في صلاة الجمعة في حزيران (يونيو) العام 2010 في المركز الإسلامي بمدينة أوكسفورد البريطانية لتكون أول امرأة ولدت مسلمة تتولى هذه الإمامة في بريطانيا.