أصدر الكاتب والباحث في علوم التربية محسن حسين بن نورة كتابه الجديد «توعية الطفل قبل المدرسة»، وهو من القطع الصغير ووقع في 180 صفحة، حيث تناول الكاتب فيه أهمية المرحلة التعليمية لما قبل التعليم الابتدائي، والتي أكد أنها من أهم المراحل في حياة الطفل، حيث يكتسب الطفل الكثير من المهارات والاتجاهات والعادات الصحية، كما شخص بن نوره حالات الضعف لدى طلاب المدارس، وعزاها لعدم تهيئة الطفل قبل دخوله للمدرسة تهيئة سيكلوجية تؤهله للانخراط في العملية التعليمية بشكل يتناسب مع المرحلة العمرية، وتناول الكاتب الاهتمام الكبير الذي أولته كثير من دول العالم من خلال برامج تعليمية تربوية وإعلاميه وتوعوية، مثل إنشاء مدارس خاصة لهذه المرحلة لتنمية المواهب والطاقات وتحقيق الأهداف التي رسمت لهؤلاء الأطفال، واستعرض الكاتب في كتابه أول مدرسة رياض أطفال في العالم على يد مؤسسها فروبل، والتي عرفت بروضة الأطفال، كما تحدث عن التعليم ما قبل المرحلة الابتدائية في المملكة، مؤكدا أنها لم تكن مشاعة ومتعارفا عليها بين الناس إلى وقت قريب إلا في مناطق محدودة كالرياض والشرقية وجدة، حيث يزداد عدد المدارس الخاصة لمرحلة ما قبل الابتدائي بسبب وجود كثافة سكانية أو وجود توعية وثقافة لدى معظم سكان المدن أو وجود مردود مالي لهذه المدارس عند افتتاحها. وقدم المؤلف العديد من نتائج الدراسات العالمية التي أجريت في هذا الخصوص، حيث أكد أن هناك فروقا ذات دلالة إحصائية بين مجموعات الأطفال من الصف الأول الابتدائي إلى الصف السادس الابتدائي الذين التحقوا برياض الأطفال، والذين لم يلتحقوا بها في الدافعية نحو التعلم وفي التحصيل الدراسي لصالح المجموعة الأولى. وألمح الكاتب إلى أن خروج الطفل من المنزل إلى مدرسة خاصة بالتمهيدي تمثل تحولا في حياة الطفل، وهي بالطبع تساعد الطفل على تكوين شخصيته وعلى اكتساب ثروة لغوية ونطق صحيح، كما أن الطفل يتعلم آدابا وسلوكيات تتعلق بالحياة اليومية، مثل العادات الصحية والأدعية النبوية وبر الوالدين، كما أن المدرسة تساعد الطفل على تنمية مواهبه، مثل الخط والشعر والإلقاء والأناشيد، كما أنها تنمي علاقته مع الآخرين من خلال الرحلات والمسرح والمسابقات الثقافية، كما أنها تساعد الطفل على القضاء على الخوف والخجل. ولعل خلاصة تجربة المؤلف في تأليفه للعديد من الإصدارات التربوية وتقديمه لعدد من البحوث التطبيقية في مجال تربية الطفل واقترانها بعمله في مجال التربية والتعليم أخرجت الإصدار بشكل علمي يستفاد منه بطريقة مباشرة، حيث الاستدلالات الواقعية من خلال ما يشاهده المؤلف في الميدان التربوي والتعليمي.