عبر صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم عن عميق حزنه وتأثره بوفاة الشيخ أحمد زينل وقال ل«عكاظ»: فقدت الأب والموجه والمربي وخسارته فادحة على أسرته ووطنه وأصدقائه ومحبيه، لقد كان الفقيد أحد رجالات الدولة المخلصين الذين ساهموا بجهدهم وبمالهم في نهضة الوطن ودعم مشاريعه المختلفة. وأضاف: لازم الفقيد عدداً من الملوك في بلادنا وكان له الأيادي البيضاء التي ستبقى شاهدة على كل منجز ودعم للوطن، وهذا ما يحسب لأبناء الوطن من رجال الأعمال الذين لا يألون جهداً في دعم الوطن ونهضته والارتقاء به في مختلف المجالات. وزاد: ترك الفقيد إرثا عظيما يحمله أبناؤه من بعده لم يكن في التعليم فحسب بل إنه كان رجلا يفعل ما يمليه عليه واجبه الوطني، إيمانا منه بأن الوطن غال ومهما قدم له يبقى الإنسان مقصرا لأننا لن نفي الوطن حقه مواطنين ومسؤولين ورجال أعمال. وأشار إلى أنه تعرف على الفقيد عن قرب إبان عمله السابق في الحرس الوطني في القطاع الغربي: كنت أعود الفقيد في منزله وأستمع إلى أطروحاته وأفكاره النيرة التي ساعدتني في مراحل متعددة من حياتي، وكان الأب الموجه والمربي الفاضل والناصح الصادق والأمين في القول والعمل لي ولغيري. مستثمر في الإنسان واستطرد: لم أنقطع عن الفقيد بل إنني عندما تسلمت المهام في وزارة التربية والتعليم كنت على تواصل دائم مع الفقيد، وعدته ذات يوم واصطحبني إلى مدارس الفلاح في قلب جدة التاريخية وأطلعني على تلك المدرسة والمساهمات التي بذلت فيها كونها من المدارس الرائدة والقديمة في جدة ولمست حرصه على دعم التعليم والتربية في وطننا، ولم يتوقف ذلك عند هذه المدرسة فحسب، بل إنه حرص على توجيه أبنائه بالاستثمار في هذا المجال ليس للربح فقط بل للمساهمة في تطوير التعليم والارتقاء به في ظل ما أتاحته الدولة لرجال الأعمال لخدمة الوطن والمواطن، وكان دائما يذكرنا بأن أفضل استثمار هو الاستثمار في الإنسان. وأوضح الأمير فيصل بن عبدالله، أن أحمد زينل لم يكن من الرجالات الذين يتوقفون أمام عمل واحد، بل كان جامعة في إنسان، أخذ على عاتقه حب الوطن وتكريس هذا المبدأ في أبنائه من بعده، فكان لهم الموجه الذي يعمل دوما في صمت وأفعاله شاهدة عليه: وأنا لا أعتبره إلا أبا صادقا ومخلصا لوطنه وخسارته كبيرة ولكننا نحتسبه عند الله. واختتم سموه: أعزي نفسي مثلما أعزي أبناءه وأسرته، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته ودعواتنا الصادقة بأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.