انتعش نشاط أصحاب المتاجر والباعة الجائلين في شوارع القاهرة منذ الانتفاضة الشعبية التي أعقبها 20 شهرا من التراخي الأمني، ولكن فترة الرواج والازدهار قد تنتهي قريبا مع قرار الحكومة الجديدة ببدء تطبيق الحظر على التسوق في وقت متأخر من الليل في جميع أنحاء البلاد، وإعادة النظام في الشوارع التي صارت أشبه بأسواق كبيرة مفتوحة. وجاء في قرار الحكومة الذي بدأ تطبيقه أمس أنه إذا طبق هذا الحظر قد يخفض تكاليف الطاقة التي تنوء بتكاليفها الدولة وذلك بتحويل المزيد من النشاط البشري إلى ساعات النهار وخفض عدد ساعات عمل المتاجر ومراكز التسوق التي تستهلك قدرا كبيرا من الكهرباء. وقال أسامة كمال محافظ القاهرة إن هذا القررا سينتج عنه توفير وترشيد في الطاقة بشكل مباشر عن طريق الكهرباء، وبشكل غير مباشر عن طريق وسائل النقل التي سيتوقف عملها ليلا. ويذكر أنه بينما يخيم الهدوء على مدن أخرى في شمال أفريقيا بعد الساعة العاشرة مساء تنبض معظم أنحاء القاهرة بالحياة وتتعالى فيها أصوات أبواق السيارات ونداءات الباعة الجائلين في الشوارع وتصدح الموسيقى من داخل قوارب النزهة في نهر النيل. وتعمل أجهزة تكييف الهواء بلا توقف في متاجر القاهرة خلال شهور الصيف وتسطع الأضواء داخلها وفي واجهاتها طوال الليل. ويبقى بعض الأسر في شوارع القاهرة حتى وقت متأخر من الليل وغالبا ينام الأطفال على أكتاف آبائهم أثناء جولات التسوق وأمام واجهات المتاجر. ويستمتع كثير من الزائرين بصخب المدينة التي تنبض بالحياة وسط أجواء الليل المعتدلة. وذكر محافظ القاهرة أن المصريين يجب أن يخلدوا إلى النوم مبكرا ويستيقظوا مبكرا لتتمكن البلاد من التركيز على الإنتاج. وقال أسامة كمال إنه بدءا من 30 أكتوبر (أمس) أول أيام العمل بعد عطلة عيد الأضحى ستوقع الشرطة غرامات على المتاجر التي تظل مفتوحة بعد الساعة العاشرة مساء وعلى المقاهي والمطاعم التي ستواصل عملها بعد منتصف الليل. وبعد فرض غرامة ثانية ربما تسحب الحكومة رخصة المتجر المخالف.