يعتبر حجاج البشتون القادمون من غرب باكستان وشرق ووسط أفغانستان، أهل حرب وهم من أقوى وأقدم القبائل، ونظرا للفقر وعدم استقرار مناطقهم تعددت هجراتهم، ويتوزع أبناء القبيلة البالغ عددهم 45 مليون نسمة بين باكستانوأفغانستان، وآخرون مهجرون في شتى بقاع العالم، فضلا عن من فقدوهم من قتلى الحروب المستمرة منذ 3 قرون. ويحكي الحاج التسعيني محمد أعظم، أنه لا يمر موسم حج دون توافد عدد كبير من أبناء القبيلة لأداء المناسك رغم ما يواجهونه من حروب طاحنة وتفجيرات ولا تخلو ملابسهم من رائحة البارود الذي اعتادوا عليه منذ عدة قرون. وبين أن أبناء البشتون من أكثر الشعوب محافظة وتدينا وحرصا على التراث والعادات والتقاليد، حيث يعتبر الرجل رب الأسرة وبيده السلطة، والمرأة تعتبر مربية للأطفال ولا يجوز لها الخروج لوحدها إلا للضرورة، ويجب عليها تغطية كامل جسدها بالعباءة وستر الوجه عن الأجانب، ومن صفاتهم العامة أنهم أهل نخوة ونجدة وشجاعة وقوة وكرم لا مثيل له. وأضاف، يجب على الرجال إطلاق اللحى، ومن يقصها يلحق به العار، وكذلك إطلاق الشوارب كما أن لديهم تقديسا للعرب ويعتبرونهم أحفاد الصحابة. وزاد «يرى البشتونيون أن الفرار من المعارك عار، حتى وإن قصفوا بالطائرات يجب عليهم الوقوف في وجهها وعدم الانحناء لأي قوة، وقد استطاعوا إسقاط المحاولات الصينية للسيطرة على بلادهم، ومن بعدها البريطانية، ثم السوفيتية، والآن الأمريكية والأوروبية، ويعتبرون أرضهم مقبرة الإمبراطوريات، ولكن رغم ذلك تجد قلوبهم رقيقة ورحيمة جدا وعطوفة، وأغانيهم وقصائدهم وأصواتهم حزينة». ويختتم الحاج التسعيني محمد أعظم حديثه ل «عكاظ»، مؤكدا أن «جميع من ينتمون إلى البشتون مسلمون، ومن يخالف الدين يقتل ويعلق في المدينة، وهم أهل التزام في الدين وأهل جهاد، وأهل حفظ للقرآن الكريم، حيث لا تجد بشتونيا يتعدى 13 سنة إلا وقد ختم القرآن الكريم، ويعتبر شيوخ القبائل البشتونية ولاة الأمور، وإن حكم الدولة رئيس أو ملك فصفات الشيوخ الالتزام بالدين والقوة والشجاعة، وعادة ما تجد الشيخ مدججا بالرصاص والقذائف الصاروخية والجعب والقنابل مع سلاحه الشخصي البيكا والكلاشنكوف».