لم يكن تحذير وتنبيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لنا كمواطنين ولأبناء القوات المسلحة ورجال الأمن بصورة أكثر تحديدا تعبيرا عن مخاوف وتحسبات، بقدر ما كان تجسيدا لرؤية موضوعية ولمعلومات دقيقة عن الأخطار التي تحدق بنا.. وتستهدف أمان بلادنا.. وسلامتها.. واستقرارها.. ووحدتها وتماسك بنيانها المتين.. هذه الأخطار وتلك التحديات التي تريد النيل منا.. وتحاول ضرب وحدتنا الوطنية بأكثر من صورة.. تفرض علينا المزيد من اليقظة والحذر بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى.. للوقوف في وجه كل من تسول له نفسه الشريرة أن يعبث بأمن ووحدة وسيادة بلادنا، وجرنا إلى نفس الهاوية التي جر إليها الحاقدون دولا وشعوبا أخرى مع كل أسف.. لكن بلادنا القائمة على عقيدة سماوية خالدة.. وشعبنا المؤمن برسالته ووحدة بلاده تظل أقوى وأكثر استعصاء على أولئك الأعداء من أن تقع تحت وطأة مؤامراتهم .. ومحاولاتهم اليائسة للنيل منا.. والمساس بوحدتنا التي يضرب بها المثل. ورغم كل ذلك.. فإن مسؤوليتنا جميعا عسكريين ومدنيين هي أن نتصدى بكل قوة لكل من يريد بنا شرا.. ونحن إن شاء الله تعالى قادرون على حماية بلادنا وتأمين سلامتنا ما دام فينا من يسوس أمورنا بحكمته وما دام شعبنا يلتف حول قيادته ويدرك مسؤوليته جيدا تجاه حقوق وطنه عليه.. وهي حقوق لا يمكن التفريط فيها.. أو القصور دون الاضطلاع بها.. والله معنا.