كل عام والأمة الإسلامية بخير، وفي نماء وازدهار. كم هو مميز عيد الأضحى المبارك في بياضه وروحانيته ففيه نقاء وصفاء، وبه تكتمل أركان الإسلام الخمسة بالحج لبيت الله ...نحمد الله تعالى على نجاح واكتمال تصعيد ضيوف الرحمن ليوم التروية في مشعر منى وسط منظومة من الخدمات المقدمة من الجهات الحكومية المشاركة في أعمال الحج. وهذا ليس بغريب في ظل حرص الحكومة السعودية على الاهتمام بكل ما من شأنه أن يسهم في خدمة الحج والحجيج، وتوفير الخدمات اللازمة لهم . مايلفت نظري في كل موسم حج طريقة تعاطي الإعلام الغربي مع هذه الفريضة، حيث تسلط جميع وسائل الإعلامية العالمية تغطية خاصة لهذا الحدث وسط ذهول المتابع الأجنبي من هذه الروحانية الفريدة من نوعها، ومن هذه الأعداد الكبيرة التي تتوافد من جميع الدول الإسلامية هدفها الأوحد أداء فريضة الحج، كما يتناول الإعلام الغربي بمصداقية تميز التنظيم من جميع الجوانب واعتبرتها CNN حالة فريدة في قدرة التنظيم، وأشارت إلى أن تواجد أكثر من 2.5 مليون فرد في مكان محدود، وأيام محددة يعتبر مشكلة لأي جهاز تنظيمي . على الجانب الآخر تتناول بعض وسائل الإعلام الغربية موسم الحج بسطحية كما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية الاثنين الماضي تقريرا موسعا حول موسم الحج، موضوعه الأساسي هو «السياحة الدينية» كمدخل مهم في الاقتصاد السعودي. وأشارت إلى دخولات موسم الحج، وتوقعات عائداته على مستقبل الاقتصاد. وكان جل التقرير يناقش كيف من الممكن أن تحقق عائدات أكبر من هذا الموسم. وتناست الصحيفة أن سر نجاح الحج يكمن في صدق نية التنظيم التي تهدف منها الحكومة السعودية ابتغاء مرضاة الله أولا، ثم خدمة الإسلام والمسلمين. وكما أشار الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية في مؤتمره الصحفي أن «أعطينا فرصة لخدمة ضيوف الرحمن، ليس هناك شعب ولا مواطن ولا مسؤول كرم بهذا التكريم من رب العالمين سوى الإنسان السعودي سواء كان في موقع المسؤولية أو كمواطن عادي»، ومن هنا تحرص المملكة منذ عهد المؤسس أن تكون أولى أولياتها بيت الله، وخدمة الإسلام والمسلمين وسار على هذا النهج أبناؤه إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي دشن أكبر توسعة في التاريخ بالحرم المكي والمسجد النبوي حفظ الله الأمة الإسلامية من كل شر، وحج مبرور، وسعي مشكور لضيوف الرحمن. رئيس مركز ارك للدراسات والاستشارات [email protected]