أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية نجاح خطة تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر عرفات بسلاسة وطمأنينة. وقال سموه أمس: «إن نجاح عملية تصعيد الحجاج إلى عرفات يرجع بعد فضل الله عز وجل إلى التجهيزات التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله) من منظومة الطرق ووسائل المواصلات»، مشيرا إلى أن عملية التصعيد حظيت بمتابعة أمنية مباشرة من مختلف القطاعات الأمنية التي أحاطت بطرق المركبات ومسارات المشاة لتنظيمهم حسب خطط تصعيد وتفويج الحجيج، إلى جانب إرشادهم وتأمين السلامة اللازمة لهم، مبينا سموه أن الأجهزة الحكومية الأخرى ذات العلاقة المباشرة وفرت الخدمات الطبية والإسعافية والتموينية وما يحتاج إليه ضيوف الرحمن. وأضاف أمير منطقة مكةالمكرمة: «لقد اتخذت كل الاستعدادات لإنجاح نفرة الحجاج إلى مشعر مزدلفة وتوجههم إلى مشعر منى ومن ثم إلى الحرم المكي». وبين سمو الأمير خالد الفيصل أن مفهوم حملة «الحج عبادة وسلوك» مستمد من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، (دين الحضارة والتقدم والقيم والأخلاق)، مشيرا إلى أن حدثا عالميا بحجم الحج يجب أن تظهر فيه سلوك المسلم الراقية التي يحث عليها ديننا الحنيف، ومثلنا الأعلى في ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم. وحول الاستعانة ببعض الخبراء للوقوف على أماكن الخلل والقصور في أداء الخدمات أفاد سموه أنه بعد انتهاء كل موسم يكون هناك تقييم للخدمات لمعالجة أوجه القصور والسلبيات فيها لتلافيها الموسم الذي يليه، مشيرا إلى أن الاستعانة بالخبراء من الجامعات والمختصين في مختلف الهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية للدراسة لخدمة الحج والحجاج أسهمت في السنوات القليلة الماضية في تفادي كثير من السلبيات، ولا أدل على ذلك من ما يحدث هذا الموسم من إنجازات في الحركة المرورية بصفة غير مسبوقة، كذلك إعادة 100 ألف مخالف لنظام الحج قبل دخولهم للمشاعر المقدسة. وأبدى سموه تطلعه إلى تحقيق المزيد من النجاحات والتميز في خدمة الحجاج، وصولا لحج مثالي تسمو معه ثقافة الضيافة الإسلامية وما يجب أن يقدم المضيف، وما يجب أن يتحلى به الضيف. وأبان سمو أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية أن نقص الوعي بالثقافة الإسلامية، وعدم احترام النظام عامل رئيس في وجود حجاج مخالفين بلا تصريح في مواسم الحج، وأن معظم الذين يخالفون الأنظمة هم من المقيمين بهذه البلاد من غير السعوديين. وقال سموه: سوف نضطر مستقبلا لفرض عقوبات صارمة، داعيا إلى احترام الأنظمة، وتقدير أحوال إخوانهم الذي يتوافدون من خارج المملكة وقد تكبدوا المشاق في سبيل أداء الحج. وعن وجود نية لزيادة الطاقة الاستيعابية للمشاعر المقدسة مستقبلا، قال سموه: هناك دراسة تعدها الهيئة العليا لتطوير مكةالمكرمة بمشاركة معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى مع الشركة التي وضعت المخطط الشامل لمكةالمكرمة في رمضان الماضي، وصدر من مجلس الوزراء الموافقة عليه باعتماده، والآن هذه الفكرة والتصور المبدئي نحوله إلى دراسة تفصيلية لتقديمها لخادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- ونتوقع أن تدرس وتصدر الموافقة، وإذا صدرت الموافقة سوف يكون هناك مشروع متكامل لكل وسائل النقل والحركة بالمشاعر المقدسة وجميع الخدمات الأخرى. وتابع أمير منطقة مكةالمكرمة، سوف يضاف قطار آخر بالمنطقة الشرقية من المشاعر المقدسة، يمتد إلى الحرم المكي بمكةالمكرمة، ثم يلتقي بمحطة قطار الحرمين القادم من جدة والمدينة المنورة لربطها جميعا ليكون الحاج على اطلاع تام بجميع أوقات ذهابه وتنقله ومقر سكنه، وخدمات الإعاشة، وصولا لتكون جميع مراحل الحج إلكترونية، وتكون رحلة الحج في جميع مراحلها معروفة تماما للحاج وللمسؤول عن الحاج في الساعة والدقيقة. واختتم سموه حديثه متمنيا لجميع ضيوف الرحمن حجا مبرورا وسعيا مشكورا، وأن يعودوا إلى بلادهم معززين مكرمين. وعلى الصعيد نفسه، وافق المقام السامي على مشروع تسوير المشاعر المقدسة الذي تقدمت به إمارة منطقة مكةالمكرمة ممثلة في لجنة الحج المركزية، وذلك للحد من الحجاج المتسربين دون تصاريح نظامية في الأعوام المقبلة. وكلفت إمارة المنطقة فور صدور الموافقة السامية مختصين وخبراء في هيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة بوضع دراسة شاملة لهذا المشروع الضخم بما يتوافق مع جغرافية المشاعر المقدسة ويحد من نسب التسلل في الحج، بحيث تقدم دراسات عن الطرق الممكنة لتنفيذه وفق آليات وتقنيات عالية الجودة تمكن من منع أي تجاوزات أو اختراقات حيث من المتوقع أن تقدم هذه الدراسات المبدئية للمشروع بعد موسم الحج الحالي. وكشف وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة التنفيذية لأعمال الحج الدكتور عبد العزيز الخضيري أن الجهات الاستشارية في هيئة تطوير المشاعر المقدسة بدأت فعليا في وضع تصورات عن طرائق تنفيذ المشروع بعد صدور الموافقة المبدئية من المقام السامي على المقترح المقدم عقب موسم الحج المنصرم. وأفصح وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة ل«عكاظ» عن وجود توجه لتجريم أي عمل يخالف نظام الحج ويخل به، بما فيه الافتراش والحج غير النظامي من خلال دراسة رفعت لوزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز تضمنت تطبيق عقوبات رادعة من غرامة وسجن، وذلك خلال السنوات المقبلة لكل من يخالف أنظمة الحج وننتظر الموافقة عليها. وأضاف الدكتور الخضيري: «سمعنا عن الأوامر السامية التي تمنع الحج دون تصريح، وكذلك ما أفتى به مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وكثير من العلماء، بأن مخالفة نظام الحج مخالفة لتوجيهات ولاة الأمر، وإساءة لهذه الشعيرة العظيمة». وزاد: «هذا ما ندعو له لأن أي عمل أو نظام دون عقاب، نظام عقيم لا يمكن تنفيذه على أرض الواقع لأنه يفقد الأجهزة المعنية بتطبيقه مصداقيتها وعملها». وأكد الخضيري أنه من الصعوبة تمكين كل السعوديين الراغبين في أداء فريضة الحج، موضحا وجود نسبة محددة للمملكة كباقي الدول، مشددا على التزام بلادنا كما التزمت جميع الدول بنسبة الحجاج، نحن يجب أن نكون قدوة لبقية الدول الإسلامية». وأبان الخضيري أن أكثر المخالفين لأنظمة الحج من غير السعوديين، مشيرا إلى عدم تغطية النسبة النظامية المتاحة لحجاج الداخل في العامين الماضيين، فيما يرى كثير من الناس أن الفوضى هي الوسيلة الأنجح لأداء فريضة الحج. واختتم د. الخضيري تصريحه قائلا: «نجحنا في الحد من دخول المركبات أقل من 25 راكبا، ما أدى إلى منع أكثر من 480 ألف مركبة من دخول المشاعر العام الماضي، كما تم التركيز على التعاون والتنسيق مع وزارة الحج وأمراء المناطق على محاربة شركات الحج الوهمية».