الإسلام هو: الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك. بمعنى أن نخلص بواطننا ولا نظن ونعتقد أننا مسلمون ونحن نضمر لإخواننا سوء البطانة ونظهر لهم حسن النية. إن أبشع جرم وخلق في هذه الدنيا يرتكبه الناس في حق بعضهم البعض تعديا هي الخيانة.. لماذا ؟، لأنك تأتي أخاك من حيث يأمن منك ولا يبيت لك نية سوء. والحج إلى بيت الله الحرام هو الحج إلى حيث الطمأنينة والأمن والأمان وهو السعي إلى الله امتثالا لندائه فينا. وكون المسلم أو غير المسلم أن يستغل هذه الشعيرة للإضرار بالناس فهذا أكبر دليل على فساد وبطلان عمله وسوء نيته بل وعلى ضعفه وجبنه وعجزه عن المواجهة وتقريب وجهات النظر والتفاعل مع الأمم والشعوب والتعايش معهم بإيجابية يكفل للكل الحقوق والواجبات والأمن والأمان والرفاهية والسلام. لذا هو يأتي المسلمين على خوانة لأن طبيعته الغدر ومن كانت طبيعته الغدر لا نقول له إلا كفانا الله شرك إن كان غير مسلم، وهداك الله إلى سواء السبيل إن كان مسلما. وأن هذه ليست أخلاقنا نحن المسلمين. نعم هذه ليست أخلاق محمد صلى الله عليه وسلم وليست أخلاق أمته.. لذا ينبغي علينا الانتباه والحذر كوننا مسلمين ولا يحق لمسلم أن يضمر لأخيه المسلم إلا الحب والإخلاص والوفاء وحسن النية وهذا ما نظنه، ونحسب إخواننا الحجاج أنهم عليه فهذا أملنا بعد الله فيهم وفي أخلاقهم. وليعلم كل مسلم أنه لا يسلم ولا يؤمن ما لم يسلم الناس من شره وما لم يصن دم أخيه وماله وأهله وعرضه ووطنه حاضرا كان أم غائبا لأن الدين المعاملة وحسن الخلق. والخيانة والغدر بئس العمل والبطانة. والحج إن كنتم تعلمون أو لاتعلمون إخوتي هو توحد المسلمين في أداء نسكهم وعبادتهم وتوجه قلوبهم وأرواحهم إلى خالقهم، هو خلق إيماني رفيع، هو تعامل فيه يمتحن المسلم المؤمن الحق ويبتلى.