رحب إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد بحجاج بيت الله الحرام، في خطبة الجمعة في المسجد الحرام أمس، قائلا «يا حجاج بيت الله الحرام حللتم أهلا، ووطئتم سهلا، وتقبل الله منا ومنكم، وجعل حجكم مبرورا وسعيكم مشكورا وذنبكم مغفورا». ودعا الشيخ ابن حميد جميع المسلمين والأمة بحكامها وشعوبها وأقلياتها ورجال الأعمال والإعلام إلى أن يهبوا جميعا لنصرة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم بعمل منظم تباشره هيئات وجهات مخصصة تكون مسؤوليتها وضع مناهج وخطط مما ينبغي لمثل هذه المواقف والأحداث، وتكون لها صلاحياتها لاتخاذ مواقف مناسبة واتصالات ملائمة والردود المحكمة بطرق نظامية مع تأسيس لمنهجية فاعلة محلية ودولية لتوضيح حقائق وكشف المتطاولين على المسلمين بأسلوب إسلامي عملي حضاري. وانتقد إمام وخطيب المسجد الحرام تغيير المفاهيم والعبث بالاتفاقيات الدولية، وأثر ذلك على الشباب اليوم، وقال «من الوقفات أن من مفاهيم الحق والباطل والصحيح والخطأ شكلها في نفسية الشباب والمظلومين بالعقود الأخيرة، هذه المظالم التي يرونها ترتكب من الدول الكبرى ومن دولة إسرائيل الدولة المحتلة، وما يتابعه هؤلاء الشباب من العبث في الاتفاقيات الدولية في تفصيلها وتطبيقها والتستر على الظالم وغض النظر عن بعض التصرفات، بل الانحياز لظالم والدفاع عنه والكيل بمكيالين للسياسات الظالمة والمواقف الجائرة وتغليف المصالح وعدم احترام الشعوب، فكل ذلك يولد الشعور بالقهر والاستفزاز وعدم الاتزان، وهو نفاق سياسي دولي يستنكر متى شاء ويغض الطرف عمن يشاء»، وقال «عندما تسابق رؤساء العالم لمنبر الأممالمتحدة ليقول كل ما يريد حول ما يهمه، توجه ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينةالمنورة ليقول حفظه الله إننا نستمد منه عزيمتنا وقوتنا في الدفاع عن شريعتنا وعقيدتنا وعن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وسنبقى كذلك لا نتراجع عنه ليوم الدين، قال ذلك يحفظه الله وهو يأمر بالتوسعة الكبرى لمسجد رسول الله بالمدينةالمنورة في نصرة لهذا الدين والاعتزاز بخدمته». وتابع الشيخ ابن حميد مخاطبا الحجاج «أنتم بين هذه المشاعر والشعائر تستحضرون مقام نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم ما يجب له من التوضيح والنصرة، وقد حاول أن يتطاول عليه من يتطاول، وعليه ينبغي أن تعلموا أن الإساءة إلى النبي وإلى الدين والاستهزاء بالمرسلين والتطاول على مقام النبيين هذا هو ديدن المكذبين عبر التاريخ». وفي المدينةالمنورة، أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالباري الثبيتي المسلمين بتقوى الله عز وجل حق التقوى ومراقبته سبحانه وتعالى في السر والنجوى، وخاطب حجاج بين الله الحرام في خطبة الجمعة أمس، وقال «إن شعائر الحج تقام في مشاعر عظيمة وأماكن لها قدسيتها، ومن بر الحج احترامها»، وأضاف «من الفظاعة وشؤم الحال أن يستغل أصحاب النوايا السيئة هذه المناسبة العظيمة، ويقدموا إلى بلاد الحرمين لتهريب السموم الفتاكة ونشر المعتقدات الفاسدة وترويج الأفكار المضللة ونهب الأموال». وزاد، مخاطبا الحاج قائلا «أخي الحاج إن لك بكل خطوة تخطوها أجرا، وحين تنطق بنداء التوحيد: لبيك اللهم لبيك، فإن الكون كله معك يردد توحيد الخالق ويسبح بحمده، وتلبي الأحجار ويهتف المدر والأشجار»، وأضاف أن «الحج المبرور يتطلب إخلاصا لله؛ لأن من خرج من بيته متطلعا إلى المدح والثناء والسمعة والمباهاة حبط عمله وضل سعيه»، محذرا في الوقت ذاته من أن التساهل بالسنن قد يؤدي إلى التساهل بالواجبات والأركان، وقد تتوالى الأخطاء التي قد تفسد الحج.