لا جدال على أن المقدمات المنطقية من شأنها أن تقود إلى نتائج منطقية، خاصة إذا اخذت مصالح جميع الأطراف بعين الاعتبار وتعلق الأمر بالمناخ الاستثماري العام وأهمية الحفاظ على الاستثمارات وتنميتها وكذلك العمالة التي تعمل في هذه المشاريع. واستنادا إلى هذه القاعدة البديهية، كان مستغربا أن تسارع أمانة جدة بإغلاق مقاهي الشيشة والمعسلات في الأماكن المفتوحة والمغلقة رغم أن قرار وزارة الداخلية يقضي بتطبيق الإغلاق على الأماكن المغلقة فقط حفاظا على صحة الأفراد. والسؤال هنا لماذا تتجاهل أمانة جدة نص القرار، وتزايد في التطبيق دون النظر إلى حجم الاستثمارات الكبيرة التي تم ضخها في هذه المشاريع. وإذا كان هذا الحرص هو السمة الجديدة لأداء الأمانة، فإن المطلوب منها أن تعمم هذه الروح والحماسة على جميع الجوانب خاصة المتعلقة بالهدر في المشاريع المتأخرة لسنوات طويلة وكذلك غياب الرقابة على المطاعم وكثرة الحفر والمطبات في كل مكان. وانطلاقا إيضا من القاعدة المعروفة، بأن كل ممنوع مرغوب، فإن هذا المنع العشوائي ولاشك من شأنه أن يؤدي إلى بروز بؤر وأماكن غير مراقبة نظاميا للمعسلات والشيشة رغم ما لذلك الأمر من مخاطر اجتماعية وأمنية عديدة لا تخفى على أحد. ولعلي في هذا الصدد أناشد الأمانة ضرورة إعادة النظر في آلياتها نحو تطبيق القرار حفاظا على الاستثمارات التي وافقت هي عليها منذ أيام. وفي الختام:هل تقر فرق الأمانة بالخطأ وتطبق القرار على الأماكن المغلقة فقط مع إعطائها فرصة عامين أو ثلاثة لتوفيق الأوضاع أم تواصل التعسف وتقول للحاصلين على تراخيصها: عفوا لن نعرفكم بعد اليوم.