أنقذت مواجهة الديوك والثيران المقررة اليوم الثلاثاء الإثارة في مواجهات التصفيات الأوروبية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014، بعد أن تباينت المستويات بين الفرق المتبارية عطفا على الفوارق الفنية التي تصب لصالح فريق عن آخر، فبينما ترجح كفة بطل العالم والنسختين الاخيرتين من كأس الامم الاوروبية على ضيوفهم الفرنسيين لكن التنافس التاريخي سيعطي للمواجهة بعدا آخر، وقد تكون أصعب مشكلة تواجه مدرب اسبانيا فيسنتي ديل بوسكي هي تعدد الخيارات في تشكيلة الفريق قبل استضافة فرنسا، حيث يملك الماتادور وفرة في المواهب وقد يكون من المقبول ان يشعر بحيرة في اختيار التشكيلة الاساسية للفريق. ودفع ديل بوسكي (61 عاما) بلاعب الوسط سيرجيو بوسكيتس في قلب الدفاع وأشرك سانتي كازورلا منذ البداية في مباراة روسياالبيضاء يوم الجمعة الماضي، وفازت اسبانيا حينها برباعية على روسياالبيضاء بعدما صنع بيدرو الهدف الافتتاحي قبل ان يهز الشباك ثلاث مرات. وشارك ديفيد فيا الهداف التاريخي لاسبانيا كبديل لمدة ربع ساعة فقط بينما لم يلعب المهاجم فرناندو توريس. ومن المرجح ان يعود اندريس انيستا في خط الوسط وقلب الدفاع راؤول البيول عندما تتطلع اسبانيا للانتصار 25 على التوالي في تصفيات كأس العالم وبطولة اوروبا. وقال بيدرو مهاجم برشلونة في مؤتمر صحفي «نحن محظوظون بوجود الكثير من اللاعبين الذين يمكنهم التكيف». واضاف «نحن واضحون للغاية بشأن فلسفتنا وافكارنا وأي لاعب يمكنه الدخول الى التشكيلة والاداء بشكل جيد دون التأثير على طريق لعب المنتخب الوطني». وكانت اسبانيا فازت 2- صفر على فرنسا في دور الثمانية ببطولة اوروبا 2012 قبل ان تواصل طريقها نحو الاحتفاظ باللقب القاري، وتملك ست نقاط من مباراتين وتتقاسم صدارة المجموعة التاسعة مع فرنسا، ويتأهل متصدرو المجموعات التسع في التصفيات الاوروبية مباشرة الى كأس العالم 2014 في البرازيل. واستعدت فرنسا بشكل سيء لمباراة اسبانيا بعدما خسرت بهدف امام اليابان في لقاء ودي على أرضها يوم الجمعة الماضي، وهي أول هزيمة تحت قيادة المدرب ديدييه ديشان الذي تولى المسؤولية خلفا للوران بلان بعد بطولة اوروبا 2012. ومرة أخرى فشل كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد الاسباني في هز الشباك مع الديوك بعدما أحرز 15 هدفا فقط في 53 مباراة دولية. ولم يتمكن خط وسط فرنسا في السيطرة على مجريات اللعب وظهر الدفاع بشكل مهتز وخاصة في القلب. ومع اصابة ابو ديابي وريو مافوبا سيعاني ديشان من غياب لاعبي الوسط المدافعين الاساسيين. كما ستفتقد فرنسا جهود لاعب الوسط المدافع كليمو شانتوم بعد اصابته في الفخذ، وقال اوليفييه جيرو مهاجم فرنسا سيكون من الجيد ان نفعل بإسبانيا ما فعلته بنا اليابان، وقال ماتيو فالبوينا ستتاح لنا فرص أقل امام اسبانيا لكن يجب علينا تحويلها الى أهداف. والتشكيلة محتملة للفريقين في المباراة لاسبانيا هي ايكر كاسياس والفارو اربيلوا وسيرجيو راموس وراؤول البيول وخوردي البا وسيرجيو بوسكيتس وتشابي الونسو وبيدرو وتشابي واندريس انيستا وسيسك فابريجاس، ولفرنسا هوجو لوريس وماتيو ديبوشي ولوران كوشيلني ومامادو ساكو وباتريس ايفرا وموسى سيسوكو ويوهان كاباي وبلايسي ماتويدي وفرانك ريبري وكريم بنزيمة وجيريمي مينيز. على الجانب الاخر ستتوخى المانيا الحذر وهي تحاول مواصلة بدايتها المثالية في التصفيات الاوروبية عندما تستضيف السويد في برلين، بعد أن فازت بسداسية على ايرلندا في دبلن يوم الجمعة الماضي بفضل هدفين من الجناح المتألق ماركو ريوس لترفع رصيدها الى تسع نقاط من ثلاث مباريات في المجموعة الثالثة. وجمعت السويد ست نقاط من مباراتين لكن المانيا حققت 13 انتصارا متتاليا في التصفيات، وانتهى ايقاف فيليب لام قائد المانيا ليؤكد ان منتخب بلاده مستعد لمواجهة أكبر منافسيه في المجموعة ومهاجمه المتألق زلاتان ابراهيموفيتش. وتمتع ابراهيموفيتش المهاجم السابق لبرشلونة ويوفنتوس وميلانو وانترناسيونالي ببداية رائعة مع ناديه الجديد باريس سان جيرمان ويتصدر حاليا قائمة هدافي الدوري الفرنسي برصيد تسعة اهداف. وقال لام للصحفيين «ستكون مهمة صعبة امام منافس منظم وبارع من الناحية الخططية ويملك مهاجما رائعا مثل ابراهيموفيتش. انه أصعب منافس في مجموعتنا». واضاف «يجب ان نتمكن من تحمل الضغط والانطلاق في الهجوم بسرعة بالغة. انه المهاجم المتكامل ويملك كل شيء». وعزز الانتصار في ايرلندا موقع المانيا في المجموعة كمرشحة بارزة لصدارتها بعد عرضين ضعيفين للفريق في أول مباراتين، وقال «نحن في كامل تركيزنا. نتعامل مع كل مباراة بصورة جدية للغاية. هذا ما نفعله. نعلم ما يوجد على المحك». ولم تقدم السويد عرضا قويا عندما فازت بهدفين خارج أرضها على جزر الفارو واحتاجت لهدف من ابراهيموفيتش قبل ربع ساعة من النهاية لتحفظ ماء وجهها وتحول تأخرها امام متذيلة ترتيب المجموعة. وقال مدربه ايريك هامرين «مراقبي ابلغني ان المانيا لعبت بشكل رائع، واضاف سيكون التحدي رائعا. يجب ان نتمتع بالقوة البدنية في المواجهات الفردية والانطلاقات». وربما تشارك المانيا بمانويل نوير وجيروم بواتنج وبير ميرتساكر وهولجر بادشتوبر وفيليب لام وتوماس مولر وباستيان شفاينشتايجر وسامي خضيرة وماركو ريوس ومسعود اوزيل وميروسلاف كلوسه، فيما يرجح ان تكون تشكيلة السويد من اندرياس ايساكسون وميكائيل لوستيج ويوناس اولسون واندرياس جرانكفيست ومارتن اولسون وسيباستيان لارسون وكيم كالشتروم وبونتوس فيرنبلوم وكريستيان فليلمسون وزلاتان ابراهيموفيتش وماتياس رانيجي. ينما قد تبتعد بلجيكا وكرواتيا عن بقية المنافسين في المجموعة الاولى اذا حقق الفريقان الفوز على ملعبيهما في المواجهتين التي تجمعهما، فيما تملك انجلترا فرصة لتوسيع الفارق مع منافسيها اذا ستلعب في ضيافة منافس مألوف في بولندا وتبدو ايطاليا قوية للغاية بالنسبة للدنمرك المتعثرة. ومع توزيع الفرق على تسع مجموعات مختلفة نادرا ما تلتقي الفرق الاوروبية الكبيرة في التصفيات في تناقض مع القارات الاخرى التي دائما ما تشهد مباريات مثيرة مثل الارجنتين ضد اوروجواي والمكسيك ضد الولاياتالمتحدة. وقد تمثل رومانيا منافسا قويا لهولندا التي سجلت تسعة أهداف في اول ثلاث مباريات في التصفيات بقيادة المدرب الشهير لويس فان جال. وتلتقي المجر على ارضها مع تركيا في المجموعة نفسها في مباراة لا يمكن لأي من الفريقين تحمل خسارتها. وخسرت سويسرا متصدرة المجموعة الخامسة أمام لوكسمبورج والجبل الاسود منذ تولى تدريبها اوتمار هيتسفيلد في 2008 ولن تستمتع برحلتها الى ايسلندا التي ستتقدم الى صدارة المجموعة اذا فازت. وحذر هيتسفيلد قائلا بعد تعادل منتخبه مع النرويج بهدف «تملك ايسلندا لاعبين معروفين وانه فريق منظم ويثقون في أنفسهم» وأظهر منتخب إيسلندا قدراته بالتأهل لبطولة اوروبا تحت 21 عاما العام الماضي وقال سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) اثناء زيارة الى هناك مؤخرا ان الدولة قد تكون مثالا يحتذى به للجميع فعندما انظر الى تطور الكرة الايسلندية الذي حدث في وقت قصير نسبيا وفي ظل عدد سكان صغير مقارنة بالعديد من الدول الأخرى فانه من الممكن ان تتحقق انجازات مشابهة في أجزاء أخرى من العالم. وياتي فوز روسيا مع المدرب فابيو على البرتغال داعما له كونها فازت بأول ثلاث مباريات في المجموعة السادسة وتبدو أمامها مباراة سهلة ضد اذربيجان المتعثرة التي يقودها بيرتي فوجتس. فيما تلتقي البرتغال بملعبها مع ايرلندا الشمالية في ظل حاجتها للتعافي سريعا من اثار هزيمتها يوم الجمعة. وتحولت المجموعة السابعة الى واحدة من أقوى المجموعات مع تساوي البوسنة وسلوفاكيا واليونان برصيد سبع نقاط لكل منهم بعد ثلاث مباريات. حيث يلعب الاول على ارضها ضد ليتوانيا (اربع نقاط) بينما يلتقي الثاني مع اليونان في براتيسلافا. وتلعب إيطاليا متصدرة المجموعة الثانية برصيد سبع نقاط ضد الدنمارك التي اكتفت بالتعادل مرتين حتى الآن.