يمكن لأبسط متابع لكرة القدم السعودية رصد عشرات الحوادث الموسمية الخارجة عن نطاق المألوف والعرف الرياضي سواء أصدرت عن لاعبي أو مدربي أو إداريي أو رؤساء مجمل فرق دوري زين. وإن كانت تلك الخروجات على القانون وقبل ذلك المألوف متوقعة إلا أن مما يكبح جماحها كشفها المبكر ومن ثم تحجيمها من قبل الإعلام المرئي والمسموع والمشاهد، المركز والدقيق. سلطة الإعلام بكافة أشكاله جعلت كل عامل في الوسط الرياضي يتردد ألف مرة قبل ارتكاب أي خرق للقانون أو تلويث لروحه. هذا في أندية الإعلام والصخب والجماهير والأضواء، ولكن ماذا عن أندية الظل؟! ماذا عن الأندية النائية عن سلطة الإعلام بزخمه الرادع؟! ما الذي يحدث في أروقتها ودهاليزها؟! طفت على السطح مؤخراً إشكالية ربما تكون محدودة وصغيرة ولكنها تنبئ عن حالة فوضى وضبابية أرجو ألا تكون شاملة. رئيس نادي درجة أولى (الحزم) يماطل ويعد ثم يختفي ليحرم كابتن الفريق المخضرم ورئيسه الذهبي (محمد العساف) من جملة أصوات كانت كفيلة بفوزه في انتخابات اللاعبين المعتزلين الهواة لعضوية الجمعية العمومية للاتحاد السعودي لكرة القدم. لست هنا بصدد الدفاع أو الهجوم على أحد، ولكن الأمر المؤسف حقاً أن تتحول بعض أندية الظل وربما معظمها على اعتبار أن ما خفي كان أعظم، إلى شيء يشبه الأملاك الخاصة يحرم فيها الرئيس من يريد ويعطي من يريد دونما نظر لقيمة كل إنسان وخبرته وتاريخه. من يعيد حق العساف الذي حرم منه؟ ومن يحاسب المسؤول عن ذلك الحرمان؟ ولماذا يحرم أصلاً؟ وما فائدة أعضاء مجلس الإدارة إن كانوا آخر من يعلم ومفاتيح القرار كلها بيد الرئيس الذي عاد بعد أن تجاهل طموحات العساف المشروعة ليقفز على مجلس إدارته وأعضاء شرف ناديه ويرشح نفسه لعضوية الجمعية العمومية دون أن يرف له جفن؟! هي دعوة مباشرة للإعلام الرياضي بكافة أشكاله لأن يدس أنفه (بلا حرج) في زوايا أندية الظل وأن يتحقق من كل حكاياتها فهواء الغرف المظلمة ملوث والبيئة الملوثة لا يمكن أن تنتج إلا الخيبة. وهو كذلك تذكير لرؤساء تلك الأندية بأنهم موظفون لا مالكون، عاملون لا أرباب عمل، تابعون لا متبوعون، وأن صلاحياتهم ليست مطلقة. تساؤلي الأخير؛ إن كانت (مظلمة) محمد العساف قد تسللت إلى الإعلام المنشغل بضجيج الكبار فكم (عساف) بقيت حكايته حبيسة أدراج سعادة رئيس ناديه؟ وكم ناد ظل يتصرف فيه رئيسه كما لو كان مالكه دون أن ينتبه له أحد؟! متى تتحرك المياه الراكدة؟!