تهنئة جميلة لعكاظنا العزيزة على ما حققته من نجاح حسب ما جاء في نتائج دراسة ابسوس لعام (2012) التي أشارت إليها صحيفة الجزيرة يوم الأحد الماضي والتي تفيد بأن صحيفة عكاظ هي الأكثر مقروئية في المملكة. وهنا أبدي بعض التعجب والإكبار أن «عكاظ» ظلت هادئة ولم تفعل فعل صحف أخرى التي عندما يتحقق لها فوز شبيه بهذا تأخذ على مدى أيام وأسابيع في نشر رسائل التهاني والتبريكات والثناء والحمد التي تستقبلها من كبار الشخصيات والإعلام في المجتمع، مرغمة القارئ على دفع ريالين مقابل قراءة رسائل مديح موجهة لها!! فوز «عكاظ» جعلني أعود لأقلب صفحات الصحف استنبط الفروق التي قد تميز صحيفة عن أخرى فتجعلها أكثر انتشارا، بدأت رحلة المقارنة بكتاب الرأي ربما (بحكم المهنة)، حاولت أن أرى المواضيع التي يتطرق إليها الكتاب وهل لها تأثير في انتشار الصحيفة؟ من خلال تصفح بعض الأعداد من صحفنا عبر الانترنت لاحظت أن مقالات الرأي في بعض الصحف غالبا تكون حول قضايا كبرى مثل القضايا السياسية والفكرية والثقافية أو المشكلات الاجتماعية والاقتصادية، وفي صحف أخرى تكون معظم مقالات الرأي منصبا اهتمامها حول القضايا البسيطة المرتبطة بمعيشة الإنسان العادي، وهي وإن كانت تبدو قضايا بسيطة إلا أنها تدور في صلب احتياجات الفرد اليومية وسعيه وراء قوت يومه وما يواجهه أحيانا من عنت في سبيل ذلك، كقضايا الغلاء وتحليقات الأسعار بدءا من الدجاج وصعودا إلى الأراضي والمساكن واستقطاعات حافز وغرامات ساهر، أو قضايا متعلقة بسوء الخدمات العامة ولوم بعض الأجهزة الحكومية على التقصير في أداء واجبها في تقديم خدمات جيدة للناس، أو غيرها من القضايا المشابهة. وحين تلقي نظرة على تعليقات القراء على ما يكتب من المقالات تكتشف سريعا أن المقالات التي تنال رضا القراء ويقعون في عشقها هي من ذلك الصنف البسيط الذي يرتبط بحياتهم، هم لا يعنيهم أسلوب المقال ولا لغته ولا صوابه أو تجنيه، هم يبحثون فقط عما يشفي غيظهم وينفس عن ضيقهم من شيء ينغص عيشهم، ويكفيهم من المقال أنه مس جرحا في قلوبهم طال أنينهم تحت وقع ألمه. ويبقى أمامي سؤال مذهول!! هل جميع القراء من المقهورين الذين لا يعنيهم من أمر دنياهم سوى ما كان ظاهرا على السطح من نتوءات يرون فيها أسباب تعبهم وشقائهم وحرمانهم؟ ألا يوجد قراء آخرون غير هؤلاء؟ إن هذا الاقبال الشديد والتفاعل الكبير مع ما يكتب حول مشكلات الحياة اليومية يجعلنا نشك أن الغالبية العظمى من الناس في المجتمع هم من هذه الفئة المطحونة التي تجد في ما يكتب من تعاطف مع حالها انتعاشا يبعث الأمل في صدرها أن تتمكن الصحافة من حل ما لم تستطع هي حله. فاكس 4555382-1 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة