تقاطعت عناصر مهمة في خطوط تجمعت حول الأزمة السورية. يعتقد البعض أن ثورة سوريا تختلف بسبب تركيبة شعبها أو ديموغرافيتها. لكن حقيقة الأمر أنها اختلفت عن بقية ثورات الربيع العربي، بسبب عوامل خارجية لم يكن للشعب السوري الثائر أي علاقة بها. فالرئاسة في روسيا لا يعنيها النظام السوري ولا الشعب. لكنها تحاول أن تبرهن للدول الغربية أنها أحد أقطاب العالم الجديد كما تعتقد. وهذا ما دفعها للتعنت في مجلس الأمن. وهي صرخة داخلية تقول إنني لازلت كبيرة. رغم أن الدولة الكبيرة هي القادرة على الإنفاق بسخاء على الدول الأخرى. لكنها اعتقدت أن تزمتها هذا سيجعلها من الأقطاب وستستمر به إلى آخر الأزمة السورية. حتى ولو تراجع بشار الأسد ذاته. فلا يعنيها حتى أي الفرقاء ينتصر. فهي تعتقد أنها تصنع موقفا صلبا. وإيران ترى في سقوط الأسد سقوطا لهلالها المزعوم. وخصوصا بعدما اكتمل بضم العراق له، أصبح متواصلا من طهران إلى لبنان. فنجد أن الرئاسة الإيرانية لن تتهاون عن الإبقاء على بلدان هذا الهلال ضمن حوزتها. وأي ثورة في هذه البلدان تعني لها اجتثاثها من ضمن حوزتها. والكيان الصهيوني ينظر إلى أي تغيير في حكومة سوريا سيفتح حدوده أمام الثائرين. وسيجعلها منفذا لولوج المحاربين والمجاهدين التي كانت في حمى عنهم بالنظام السوري. لذلك رأيناها ومن خلف الطاولة تثني أي تحرك أو ثورة من الإطاحة بالنظام السوري الذي يحمي حدودها. وأمريكا ومعها الدول الغربية حاصرت الثوار حتى لا تصل إليهم أسلحة متطورة. لأنها تخاف وبعد نجاح الثورة أن تصب هذه الأسلحة على إسرائيل. هم يؤيدون الثورة ظاهريا لكن دون دعم ينجحها.. هذه كما نرى عوامل خارجية لعبت على إجهاض الثورة السورية. ولا تهتم هذه العوامل بالداخل السوري. والحرب في الداخل تتعمق يوما بعد آخر. ولا عاد يوجد خط للرجعة. فبكل الاحتمالات حتى لو توقفت الحرب لن تعود سوريا كما كانت.