الاعتدال يعني التوسط والاقتصاد في كل الأمور وهو أفضل طريقة يتبعها الإنسان ليؤدي ما عليه من واجبات نحو خالقه سبحانه وتعالى ثم نفسه والمجتمع. والاعتدال أو الاقتصاد أو التوسط فضيلة مستحبة في الأمور كلها. وهو خلق ينبغي أن يتحلى به المسلم في كل جوانب حياته، من عبادة وعمل وإنفاق ومأكل ومشرب وطعام. وفي هذا المجال استضافت جامعة الملك عبدالعزيز سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد في حوار بعنوان «الاعتدال في حياة الملك عبدالعزيز» وحضر اللقاء جمع كبير من رجال العلم والفكر والأدب بالإضافة إلى مسؤولي الجامعة وبعض من أصحاب المعالي الوزراء. وألقى الأمير سلمان في اللقاء كلمة ضافية حول الاعتدال جاء فيها أن الاعتدال منهج شامل يهدف إلى الخير ويشمل جميع الحياة في التربية والتعليم وفي العلم والعمل والمال والاقتصاد. وأشار المحاضر إلى أن الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، سار على الاعتدال في توحيد المملكة وتعامل مع الجميع بمنهج الاعتدال حيث كان الحوار مع الصديق وغير الصديق باعتدال حيث كان الأمير عبدالعزيز حتى مع خصومه وكان الحوار مبنيا على أساس الاعتدال والاحترام. واختتم الأمير سلمان كلمته المعبرة بالدعوة إلى تثبيت الاعتدال في حياتنا وعدم الاستعجال والانفعال واعتبار الاعتدال هو السبيل في الوصول إلى تحقيق طموحاتنا وآمالنا وطلب من الطلاب والطالبات إلى الوسطية في الأمور اليومية وأشار إلى أن الاعتدال هو من الأمور المطلوبة في عالم اليوم السريع التغير. والحقيقة أن الاعتدال مطلوب في مختلف المجالات فالاعتدال مطلوب في الحياة الاقتصادية والحياة العامة حيث يحتاج الفرد في المجتمع إلى الاعتدال في المسيرة اليومية ويحتاج إلى التوفيق بين مستلزماته اليومية وقدراته المالية كما تحتاج المجتمعات التمسك بمنهج الاعتدال وذلك في المسيرة المالية والاقتصادية حيث يتطلب القيام بعمل الموازنات المالية باعتدال دون أن يطغى أحد البنود على البند الآخر، كما تحتاج الدول والحكومات الاعتدال في استخدام الموارد المادية مثل الماء والكهرباء والثروات البرية والمائية والنفطية والزراعية حتى تصل إلى مرحلة تمكنها من المحافظة على ثرواتها أطول فترة ممكنة دون أن تتعرض إلى سنوات عجاف. إذا ينبغي أن يكون الفرد رشيدا ومعتزا بالدين وقد ذكر القرآن الكريم العديد من القصص حول الاعتدال مثال قصة يوسف عليه السلام، كما وردت الآيات القرآنية العظيمة كقوله تعالى «كلوا واشربوا ولا تسرفوا»، وقوله تعالى «ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط». والمطلوب منا جميعا الاعتدال حيث الاعتدال هو الخلق الحسن والطريق السليم للنجاح. * رئيس مجموعة أبحاث الاقتصاد والتسويق. Twwitter@drhabiballah