الإسراف في اللغة مشتق من الفعل أسرف ومعناه جاوز الحد، ويقال أسرف في ماله وأسرف في الشراء أو اسرف في الاستهلاك، وأما الإسراف في الاصطلاح الفقهي فهو تجاوز الحد في النفقة مثال أن يأكل الفرد فوق مقدار حاجته أو يشتري فوق مقدار حاجته ويتجاوز الكمية الفعلية والتي يحتاجها. ويسمى الإسراف في علم الاقتصاد بالضياع الاقتصادي أو الفاقد الاقتصادي، ومن مظاهره مثلا زيادة نسبة الفاقد من المواد عن النسبة المعتادة في الانتاج أو تعطل بعض الموارد تعطيلا جزئيا أو كليا أو المبالغة في الإنفاق على بعض بنود التشغيل بدون مبرر اقتصادي. والإسراف له العديد من الصور منها الإكثار من شراء المواد الاستهلاكية مثل الطعام والشراب والملبس وذلك فوق الحاجة. ومنها المبالغة في الإعداد لاستقبال المواسم مثل الاسراف في استقبال موسم شهر رمضان والاسراف في استقبال موسم عيد الفطر حيث يتم التصرف في هذه الأوقات بصورة غير طبيعية وغير اقتصادية وغير رشيده. وهناك كثير من الناس يغفلون عن أضرار الإسراف في الشراء خاصة في المواسم ومنها على سبيل المثال الشراء الكثير في شهر رمضان من المأكل والمشرب ومن أبرز صوره التدافع غير المبرر لشراء المواد الاستهلاكية بصورة غير طبيعية ليلة قدوم رمضان بحيث يساهم هذا التصرف غير الرشيد في اختلال نظام العرض والطلب في السوق وبالتحديد المواد الغذائية وربما يساهم في زيادة الأسعار بالاضافة الى الأضرار المادية التي تنعكس على المستهلك حيث يشتري اشياء هو في غير حاجة اليها أو تفيض عن حاجته الأساسية. لذلك فان الأمر بحاجة الى التركيز على مبدأ الاقتصاد في الإنفاق وهو سلوك ضروري لحماية الفرد والمجتمع من الوقوع في مشاكل اقتصادية وتمنعه من الاستدانة أو الدخول في مشاكل اقتصادية ولقد ذكر القرآن الكريم هذا المبدأ في قوله تعالى: (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) الفرقان:67، وهذا يعني أن الاقتصاد في الإنفاق صفة محمودة ومن صفات المؤمنين الصادقين. وبناء عليه فإنه إذا كان المستهلك موسرا أي غنيا ثم قام بتطبيق مبدأ الاقتصاد في النفقة فهذا يعني أن هناك قسما من دخله سيدخل خانة الادخار، ثم يقوم بعد ذلك بإنفاق قسم منه على من يعاني من الفقر والجوع ومن هو في أزمة مالية واقتصادية مثال المديونين للغير وبذلك يساهم المستهلك الموسر في إدارة مفردات الأزمة الاقتصادية، وأما المستهلك المعسر وهو الذي يتساوى دخله مع نفقات استهلاكه فإنه عندما يطبق مبدأ الاقتصاد في الإنفاق فهو يحافظ على نفسه من الوقوع تحت آثار مفردات الأزمة الاقتصادية ويعيش في بحبوحة من العيش ويجنب نفسه وأسرته تبعات المديونية والأزمات المالية والاقتصادية. فهل يا ترى يقبل مجتمعنا بهذا الفكر الاقتصادي المتزن ويسير على أساس التوسط في الاستهلاك بحيث لايجعل يده مكبلة الى حد البخل ولايبسطها كل البسط فيتعرض الى المشاكل الاقتصادية هذا ما نتمناه من الجميع وكل عام وأنتم بخير. [email protected] رئيس مجموعة الاقتصاد والتسويق