طويت أمس صفحة الخلاف بين قبيلتي آل الحارث وآل جعرة في نجران، بعد خلاف دام ما يقرب من عام كامل على خلفية قيام شاب من قبيلة آل الحارث عبر سيارته بملاحقة حافلة طالبات جامعيات كان يقودها مسن من قبيلة آل جعرة، وهدده بهدف استيقافه، حيث أشهر سلاحا ناريا، وطالبه بالتوقف وحاول استخدام القوة، وارتفع صراخ الطالبات وهن يطلبن النجدة والعون، إلا أن السائق واصل رحلته وأوصل الطالبات إلى مقر كليتهن الجامعية، ثم تقدم ببلاغ إلى الشرطة، حيث تم القبض على الشاب في حينه وأودع السجن وحكم عليه. وفيما تم الحكم على الشاب المعترض بعدة أحكام لصالح السائق والطالبات، أعلنت قبيلتهم التنازل عن ذلك ليتم طي الخلاف. وكان قد تم الاتفاق على منصد للصلح، نظرا لأن الأعراف القبلية في منطقة نجران لابد أن تأخذ مجراها، وذلك بجهود من الشيخ صمعان بن جابر آل نصيب شيخ شمل قبائل مواجد يام قبل تعرضه للوعكة الصحية التي ألمت به مؤخرا ليواصل مسيرة الصلح ابناؤه الشيخ علي بن صمعان والشيخ جابر بن صمعان آل نصيب اللذان كان لهما دور كبير في تقريب وجهات النظر بين القبيلتين. وكانا في استقبال قبيلة آل الحارث، ويتقدمهم الشيخ علي بن صمعان آل نصيب والشيخ جابر بن صمعان آل نصيب والشيخ صالح بن يحيى عسكر آل الحارث، ومن قبائل وادعة نجران يتقدمهم حمد محمد حفار آل دغرير ومهدي هادي آل جعرة وعلي محمد سجيم آل جعرة وصالح بن عضيب آل جعرة. وحكمت قبيلة آل جعرة على قبيلة آل الحارث، نظير ما قام به ابنهم باعتراض طريق السائق قبل ثمانية أشهر وإرغامه على التوقف وإنزال الفتيات اللاتي كن برفقته مشهرا سلاحا من نوع بندق، بأن يحكم للسائق بحكم دية السلامة، وبحق العيب لاعتراض طريقه وهو آمن، وبالسيارة والسلاح الذي تهدد به، فيما حكم للطالبات بثلاثة عيوب حكمها حكم الدم لكل واحدة. وفيما امتثلت قبيلة آل الحارث للحكم الصادر من قبيلة آل جعرة، وقبائلهم وادعة نجران، في وجه الشيخ صمعان بن جابر آل نصيب وأبنائه ووجوه كبار آل الحارث، اجتمعت قبيلة آل جعرة للتشاور، معلنة التنازل دون أي مقابل لوجه الله تعالى ثم لوجاهة الشيخ صمعان بن جابر آل نصيب، وكل من حضر وسعى في هذا الصلح لترتفع الرايات البيضاء تقديرا لموقف قبيلة آل جعرة على تنازلها.