عجبا لتلك القلوب التي لا تكسوها الرحمة، عجبا لذلك البائع الذي يقتل نفسا إهمالا من كفيله الذي تركه دون أي رقابة فأخذ يتاجر بصحة الآخرين متجردا من مبادئ الإنسانية طالبا سعادته الذاتية فقط. ويا للعجب من تلك الأماكن التي تفضل تسويق معلباتها المنتهية بحثا عن الربح بدلا من أن ترمى على نفايات الطريق فأين من كلف بهم؟؟ وعجبا لهؤلاء المشتريين السائرين بأنفسهم إلى التهلكة منجذبين ومقبلين بشكل كبير إلى انخفاض الأسعار. فأين المسؤول إن كان البائع لا يرى نفسه مسؤولا حتى وإن كانت غايته تحقيق ربح بأقل تكلفة والمشتري لا يرى خطورة الأمر عليه فمن المسؤول إذن؟؟ وأين الرقيب على فحص المواد غير الصالحة وبيعها في أماكن أشبه بالفوضى العارمة مازادت المدينة إلا ضررا وتلوثا ويبقى السؤال فأين هو؟ وحتى المواطن نسي أنه أول مسؤول عن مكانه تحت حجة ((ما الهدف من قطع أرزاق الآخرين)) فيقتصر على منع أسرته من الاقتراب والتعاطي مع هؤلاء وكأنه نسي واجبه الإنساني تجاه الآخرين ووطنه. إن كان منا فاشل تغاضى عن واجباته تجاه وطنه ومواطن صامت على الخطيئة فمن الطبيعي أن يتعلموا منا ألا مبالاة ويمارسوا أشكال الموت علينا بكل ذكاء فلا رقيب عليهم إذن ولا حسيب.