بدأت وزارة الصحة تطبيق خطة العمل بمراكز المراقبة الصحية لموسم حج هذا العام 1433ه، في المنافذ الجوية والبحرية والبرية للمملكة، وذلك في 16 منفذا ومركزا صحيا موسميا، وتعد هذه المنافذ بوابات للمراقبة الصحية، وخط الدفاع الأول لمنع توافد الأمراض المعدية وانتشارها. خطر الكرونا وبالتزامن مع الاستعدادات تتناقل بعض الأوساط ما يتردد من أخبار حول فيروس الانفلونزا الكرونا، ونفت وزارة الصحة السعودية، ما يتردد في بعض الأوساط حول أخبار انتشار مرض الانفلونزا الكرونا، مشيرة إلى أن هذا الفيروس حالة عارضة لا تشكل خطرا، مشددة على ضرورة أخذ التطعيمات الرئيسة الخاصة بالحج للحد من انتشار أي من أنواع الفيروسات خلال الموسم. من جهته أكد وكيل وزارة الصحة الدكتور زياد ميمش، أن الفيروس ليس خطرا، مشيرا إلى أن 99 % من الكرونا العادية تصيب الإنسان مثل أي زكام، واصفا الكرونا بأنه أقل خطورة من فيروس انفلونزا الخنازير أو الطيور، ولم يصب سوى ثلاث حالات حتى الآن، مبينا أنه لا يوجد لقاح للكرونا وأن المرض مجرد التهابات تنفسية موجودة في دول العالم كافة. وحول مدى خطورة المرض، خاصة في موسم الحج والعمرة، أوضح الدكتور ميمش أن وزارة الصحة تستنفر قواها والعالم في مراقبة المنافذ وتوفير الموارد المالية والبشرية والرعاية الصحية والوقائية لضيوف الرحمن. وقال إن 15 % من الفيروس المسبب لنزلة البرد هو من فيروس الكرونا، وأعراضها بسيطة تتمثل في ألم واحتقان بالحلق وارتفاع بالحرارة وتستمر لعدة أيام قليلة وتختفي، داعيا إلى أخذ الحيطة في أماكن التجمعات وغسل اليدين بالماء والصابون وتعقيم اليدين بالكحول، وهذه أمور كفيلة بمنع انتقال الفيروس من شخص لآخر إضافة إلى لبس الكمامات وتغييرها بصفة دورية. تكليف الوقائية من جهته أوضح مدير مركز المراقبة الصحية والمشرف على أعمال الحج في منفذ مطار الملك عبدالعزيز بجدة، عبدالغني محمد المالكي، تكليف فرق وقائية تقوم بفسح الطائرات، حيث تصعد للطائرة وتطالب بشهادات تثبت رشها إلى جانب التأكد من عمليات الرش عن طريق الحصول على عبوات الرش الفارغة، كاشفا أن الاستعدادات الوقائية لا تبدأ من أرض الوطن وإنما قبل أن يصل الحاج، حيث عمم على قنصليات وسفارات المملكة في الخارج ضرورة تطبيق بعض الإجراءات الصحية للحجاج قبل قدومهم إلى المملكة. وأكد المالكي، أن هناك إجراءات نظامية وعقوبات رادعة بحق شركات طيران الدول الموبوءة المتهاونة في عملية رش الطائرات قبل قدومها للمملكة. وقال «يتم التأكد من الطائرات الناقلة للحجاج من الدول الموبوءة والتزامها بعملية الرش ضد الأمراض الوبائية قبل القدوم إلى المملكة، وفي حال عدم التزام الشركات الناقلة للحجاج يتم تحرير محضر بالواقعة ويرفع للإمارة وتغريم شركة الطيران المخالفة 100 ألف ريال»، مؤكدا تطعيم 55 ألفا و 438 حاجا ضد شلل الأطفال بالعقار الوقائي الفموي وتطعيم 15 ألفا و 441 حاجا بالعقار الوقائي سيبروفلوكساسين، مشيرا إلى أن وزارة الصحة بدأت استعدادها مبكرا لموسم الحج لتقديم الخدمات الصحية والعلاجية لضيوف الرحمن قبل يومين من وصول أول وفود حجاج الخارج القادمين عبر مطار الملك عبدالعزيز، وإرسال تقارير من منظمة الصحة العالمية عن عدم وجود حالات مرضية وبائية وحول قيام المركز بعمل تطعيمات إضافية ضد أمراض أو أوبئة معينة، منوها أنه لا توجد حتى الآن أي تعليمات حول عمل لقاحات جديدة سيتم استخدامها في حج هذا العام. تكاتف العاملين من جانبه بين مساعد مدير مركز المراقبة الصحية صالح الغامدي، أنه تم تكليف 622 موظفا وموظفة من مختلف مناطق المملكة في كافة التخصصات العلاجية والطبية والوقائية للعمل جنبا إلى جنب مع زملائهم العاملين والعاملات في مركز المراقبة الصحية في مطار الملك عبد العزيز، لتقديم الخدمة والرعاية الصحية لحجاج هذا العام، مؤكدا أن الاشتراطات الصحية لهذا العام، وضعت في سلم أولوياتها العمل على منع دخول الفيروسات والأمراض المعدية من الدول التي يأتي منها الحجاج، مشيرا إلى أن وكالة الطب الوقائي في وزارة الصحة تتابع بشكل مستمر أي مستجدات تحدث لأي دولة موبوءة، إضافة إلى أن الوكالة تتواصل مع منظمة الصحة العالمية في تقديم أي جديد عن الأمراض المعدية والأوبئة. وأكد الغامدي، أن مركز المراقبة الصحية في مدينة الحجاج مجهز لاستقبال ضيوف الرحمن وتقديم الخدمات الصحية لهم، فيما تعمل وزارة الصحة في المطار من خلال مركز طبي علاجي وفرق طبية تعمل على مدار 24 ساعة، للتأكد من ثبوت الأوراق الصحية لدى كل حاج تثبت تطعيمه ضد الحمى المخية الشوكية، مبينا أن الفرق الطبية تعطي الحجاج فور وصولهم عقار لسيبروفلوكساسين، ممن لم يطعموا في بلادهم إلى جانب حجاج دول الحزام الأفريقي، حيث يتم إعطاؤهم هذا العقار. وأضاف أن هناك لجنة حكومية مكلفة بمراقبة المطاعم داخل المطار والتأكد من سلامة الأطعمة التي تقدم للحجاج، لافتا إلى أن مركز المراقبة الصحية في المطار بعد انتهاء موسم الحج يبدأ مباشرة تهيئة وتجهيز المركز لمواسم العمرة، وفي حال اكتشاف حالات مرضية معدية أو وبائية يتم الإبلاغ عنها للوزارة ممثلة في وكالة الطب الوقائي ومن ثم منع دخولها واختلاطها، علما بأنه لم تكتشف أي حالة وبائية تذكر. المنافذ البحرية إلى ذلك كشف مدير المراقبة الصحية في ميناء جدة الإسلامي الدكتور عادل تركستاني، اكتمال الاستعدادات اللازمة لاستقبال ضيوف الرحمن القادمين لأداء الحج بحرا، مبينا أن عدد العاملين المكلفين من جميع التخصصات الطبية بالعمل في مركز ومستوصف مدينة حجاج الميناء لهذا العام، بلغ 138 شخصا بالإضافة إلى العاملين الأساسيين في المركز.