كشف أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري عن تقديم الدارة لمقترح للقيادة بإنشاء مركز متخصص لليوم الوطني تكون مهامه وضع الرؤية والمقترحات لفعاليات اليوم الوطني، على أن تتولى الجهات المعنية تنفيذ هذه الرؤى، مستدلا بتجربة الولاياتالمتحدةالأمريكية في هذا الصدد، كما كشف السماري عن توجيه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس إدارة الدارة، العام الماضي، بدراسة السلوكيات الخاطئة التي قام بها بعض الشباب في اليوم الوطني. وأوضح أن الدارة قامت برصد ما تم نشره في وسائل الإعلام والأشخاص الذين يقومون بهذه التصرفات، منتقدا جهات حكومية لم يسمها؛ بسبب ما وصفه برفضها تنفيذ البرامج والمقترحات المقدمة، كما انتقد الإعلاميين الذين قال إنهم يطلبون المعلومة من الدارة من مكاتبهم دون الذهاب إلى الدارة، جاء ذلك خلال مشاركته، البارحة الأولى، في ندوة «اليوم الوطني ومضامين الإعلام» التي أقامتها هيئة الصحفيين في مقرها بالرياض، وأدارها رئيس تحرير صحيفة الاقتصادية سلمان الدوسري. واعترف السماري بضعف جودة المادة التاريخية في المملكة، منحيا بالمسؤولية في ذلك على الإعلاميين والمؤرخين على حد سواء، وطالب بتحديد أهداف الاحتفال باليوم الوطني، مشيرا إلى أن الولاء والفرح يجب أن يكونا للكيان المتمثل في المملكة العربية السعودية وليس واقعة معينة. من جهته، طالب الدكتور إحسان بوحليقة أن يكون الاحتفاء باليوم الوطني منهجيا وبشكل عميق وبما يتناسب مع حب الوطن، واعتبر أن الاحتفاء باليوم الوطني لم يكن بالشكل المطلوب، وأشار إلى أن الشباب أرسلوا للمجتمع رسالة في اليوم الوطني أفادت بأنهم طاقة في حاجة إلى التوجيه. في سياق متصل، لفت عضو مجلس الشورى الدكتور خالد العواد إلى وجود خلط عند البعض بين مفهومي الوطنية والمواطنة، موضحا أن الوطنية موجودة في كل شخص، والمواطنة هي معرفة الحقوق الخاصة بالشخص، وأكد العواد على أهمية وجود راعٍ للاحتفاء باليوم الوطني، أسوة بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» الذي يوجد له جهة تنظمه هي الحرس الوطني، مقترحا أن تكون دارة الملك عبدالعزيز هي الجهة الراعية للاحتفال باليوم الوطني، وأن يكون لكل عام شعار، ومطالبا المجتمع بمنح الشباب فرصة للفرح باليوم الوطني. بدوره، اقترح مدير عام قناة العرب جمال خاشقجي تخصيص شوارع بكل مدينة لتنظيم مسيرات تبدأ بموسيقى الجيش، على أن تكون المسيرة في منطقة محددة، معتبرا أن الإعلام لديه مشكلة في التعامل مع اليوم الوطني، وقال «أعتقد أن الطريقة الأفضل لتعامل الإعلام تكون بالحرص على التاريخ والتركيز على تأسيس المملكة»، وأضاف «تاريخنا ليس فيه مواجع، وعلى الإعلام الاهتمام بالمفاهيم الكلية في الاحتفاء باليوم الوطني، والتي منها الوحدة الوطنية وتوحيد المملكة التي صهرتنا جميعا في بلد واحد تحترم فيه التعددية». ومن ناحيتها، أكدت الكاتبة رقية الهويريني أن الملك عبدالعزيز رحمه الله حرص على التعليم النظامي أكثر من السياسة والاقتصاد لإدراكه أهمية التعليم، وانتقدت الوضع الحالي للتعليم، مشيرة إلى أن المدارس أنتجت لمجتمعنا جيلا غير مبالٍ حتى في الوطنية، ولفتت إلى وجود ما دعته ب «أمية في حب الانتماء للوطن» بحسب رأيها، واقترحت إنشاء صندوق للتبرع بالدم على أن يكون ذلك في اليوم الوطني، كنوع من الاحتفاء، وطالبت بعدم مقايضة الوطن بالماديات. من جانبها، طالبت الكاتبة بينة الملحم باستغلال وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الوطنية لدى أفراد المجتمع.