مهنة الحدادة محفوفة بالعديد من المخاطر، خصوصا أن من يزاولها يتعامل مع الحديد والنار والكهرباء معا، فضلا عن أنها دائما ما تنال من شبكية العين، وتصيب ممارسيها بالعمى. وأوضح عبدالمنان الذي يعمل حدادا منذ أكثر من عقدين من الزمن في المملكة أنه تعلم مهنة الحدادة في بلاده بنغلاديش منذ صغره، حينما كان يذهب مع جده إلى ورشته في العاصمة دكا، ملمحا إلى أنها مهنة شاقة وخطرة ومتعبة، تتطلب منه الصعود على الأسطح المرتفعة، ما يعرضه للسقوط. ووصف عبدالمنان مهنة ب«المتشعبة»، مشيرا إلى أنه يعمل على صناعة وتركيب الشبابيك بمقاسات مختلفة والأبواب الحديدية والاسقف (الهناقر) وتركيب «الكوالين» العادية والكهربائية بأنواعها بالمقاسات والأشكال التي يطلبها الزبون، مشيرا إلى أن سعر المتر يختلف حسب النوع والسمك والشكل. وأفاد عبدالمنان أنه عاش العديد من المواقف الصعبة خلال مزاولته الحدادة، منها سقوطه من أحد «الهناقر» التي كان يركبها مع رفاقه في إحدى المدارس، ما تسبب في إصابته بكسور في قدميه استدعت بقاءه في الجبيرة أسابيع عدة. بدوره، أكد رفيقه أنور أن عينيه أصيبت بضعف شديد في الشبكية نتيجة تأثر القرنيتين لتعرضهما لضوء اللحام، الذي يعمل بواسطة أسطوانات الأكسجين، مبينا أن الطبيب حذره من فقد حاسة الإبصار في حال لم يحتط مستقبلا خلال عمله في مهنة الحدادة. وذكر أنهم يواجهون العديد من المشاكل في مهنتهم منها أن بعض الزبائن يقدمون لهم مقاسات غير دقيقة للشبابيك أو الأبواب، ويفاجئون حين تركيبها بأنها غير مناسبة ما يدخلهم في حرج ويضطرون لإعادة صناعتها من جديد، ما يكلفهم كثيرا من الجهد والوقت. وأبدى عبدالمنان وأنور سعادتهما بالعمل في المملكة، لما فيها من خير وفير، فضلا عن أنهما يعتبرانها بلدهم الثاني بعد بنغلاديش.