قال تعالى «ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون».. وقال النبي صلى الله عليه وسلم «لينتهين قوم يفخرون بآبائهم أو ليكونن أهون على الله من الجعلان». إن التعنصر للقوم أو القبيلة أو الحزب أو الجهة وازدراء الآخر على هذا الأساس إنما هو عمل شيطاني بلا ريب، فالعظيم ذو الجلالة والإكرام لا يفرق بين أحد من عباده، فلا فرق إلا بالتقوى، فمن نحن لنفرق؟! أو لنزدري؟!. ولعل من أكبر السقطات التي أودت بقيمة الأوروبيين ازدراءهم وتعاليهم على غيرهم من الشعوب، وهو أمر يشهد عليه التاريخ ولازال، وعلى لسانهم يعترف كيفين رايلي مؤلف كتاب (الغرب والعالم)، فيقول: «إن أوروبا هي مجرم العالم الأكبر، لقد اكتسبنا القدرة على تبرير أشد أفعالنا همجية باسم الله.. أو باسم الحضارة المسيحية، أو باسم العالم الحر!!». وقد كانت الجمعيات الاستعمارية لا تهتم بعلاقة السيد بعبده، وحرمت على الملونين وظائف البيض، كما حرمت التزاوج بينهم ومنعت السود من التعليم. وكذلك كان الأمر في عهد لويس الرابع عشر فقد كان القانون ينص على احتقار الجنس الأسود مهما كانت منزلته، وفي أمريكا كان الرقيق مهانا جدا، وإذا تجمع سبعة منهم في الطريق عد ذلك جريمة، ويجوز للرجل الأبيض إذا مر بهم أن يقبض عليهم ويجلدهم عشرين جلدة .؟!. ومن قضايا التفرقة الشهيرة قضية السفينة (زرنج) التي كانت تحمل الرقيق والعبيد المخطوفين من شواطئ أفريقيا، حيث قام قائد تلك السفينة بإلقاء مائة وثلاثين زنجيا في البحر بحجة نقص الماء في السفينة، وحين قدم للمحاكمة ( لأنه أنقص من البضاعة) حكمت المحكمة ببراءته لأن ما قام به كان عملا ضروريا!!.. قبل حين في أمريكا ظهر كتاب اسمه ( أمتان سوداء وبيضاء، متعاديتان غير متساويتين) من تأليف (أندرو هاكر) أستاذ العلوم السياسية بجامعة كوينز جاء فيه: «إنه لا توجد كلمة تشير إلى الانحطاط والتخلف كما توجد في كلمة (نيجرو) في المجتمع الأمريكي.. وأن الناس في نظرهم نوعان فقط. أبيض وأسود ولا يوجد وسط بين اللونين أبدا..!» ، كما جاء فيه: « إن البيض في أمريكا يحتاجون إلى السود كي يذكروهم بما أنعم الله عليهم من بياض اللون!!». وقس على تلك العنصرية آلاف النماذج والقصص التي حدثت هنا وهناك في شتى أنحاء العالم، إما لاختلاف اللون أو الدين أو حتى طريقة التفكير ..!!. وحتى في العالم العربي الذي يعاني من ازدراء الغرب له، هناك المشكلة العنصرية، ففي معظم الدول هناك تفريق بين ابن الجنوب وابن الشمال، وبين ابن البادية وابن الحاضرة، وبين الأسود والأبيض.. وغيره الكثير من أنواع التفريق المقيت الذي يصنعه الشيطان، والذي لا يرتقي إلى تمام الإيمان، أو إلى معنى الحضارة أو الرقي أو التمدن.