استهل نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود محاضرته «الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية» التي ألقاها في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العام الماضي، وطبعت مؤخرا في كتاب صادر عن دارة الملك عبدالعزيز، بالتأكيد على أن النظام الأساسي للحكم في المملكة نص في مادته الأولى على أنها دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة، دينها الإسلام، ودستورها كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مضيفا أن المادتين السابعة والثامنة تنصان على أن الحكم في المملكة يستمد سلطته من كتاب الله تعالى وسنة رسوله، ويقوم على أساس العدل والشورى والمساواة وفق الشريعة الإسلامية، وقال «يواصل اليوم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله هذه السياسة المبنية على أسس الدولة، من حيث نصرة الدين وخدمة الحرمين الشريفين والمسلمين، والحرص على شعبه وعلى ما يخدمهم وينميهم ويسهم في رقيهم»، وأضاف «ولا شك أن هذا الحرص الذي يوليه الملك عبدالله لشعبه وبلاده، والذي يوليه أيضا جميع إخوانه وأبناء هذه الأسرة لهذه البلاد هو استمرار لهذا المنهج وهذه الأسس التي تقوم عليها المملكة». وأوضح نائب خادم الحرمين الشريفين مفهوم الخصوصية التي ترتبط بتأسيس المملكة ومكانتها ورسالتها، مبينا أنها ليست تقاليد عرفية أو موروثات اجتماعية أو عرقية، بل هي منح ربانية وخصائص شرعية وضمان من الله عز وجل، ورحمة منه لهذه الدولة المتمسكة بشريعته، والتي ترعى وتخدم حرمه الآمن، مهما كانت أحوال الناس، مستشهدا بقول الله تعالى (أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون)، وأكد أن هذه الخصوصية لا تفرقنا عن الآخرين، ولا تقلل من شأنهم، وحول قيام الدولة السعودية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله، ثمن سموه دور المواطن السعودي في بناء الدولة، وقال «ما نحن فيه الآن تحت ظلال هذه الدولة المباركة والوحدة الوطنية العظيمة، والمنهج السليم، ما كان إلا بفضل الله أولا، ثم بفضل جميع المواطنين في هذه البلاد الذين قدموا الجهد والتضحية والالتزام الثابت بمبادئ الدولية الصحيحة»، وأكد في ذلك السياق على أنه لا توجد أسرة أو قبيلة في هذه البلاد إلا و لآبائها أو أجدادها مشاركة فاعلة في توحيد البلاد وبنائها وتعزيز قوتها ورسالتها، مبينا أن الجميع في هذا الوطن جزء لا يتجزأ من هذا الإنجاز التاريخي لهذه الدولة المباركة، وأسهم حقيقة في بنائها ووحدتها وتماسكها. وضم كتاب محاضرة سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز، الذي يعد الإصدار ال 275 لدارة الملك عبدالعزيز 146 صفحة اشتملت، إلى جانب نص المحاضرة، على مجموعة من مداخلات أصحاب الفضيلة والأكاديميين التي شهدتها المحاضرة، ورد عليها سموه بإجابات اتسمت بالشفافية والوضوح، كما ضم المقالات الصحفية التي كتبها أصحاب السمو الملكي الأمراء، ورؤساء تحرير الصحف، والمفكرون، والأدباء، عن المحاضرة وقيمتها التاريخية والثقافية.