يقف فريق من الخبراء، يضم باحثين من الهيئة العامة للسياحة والآثار، يوم الثلاثاء 16 من ذي القعدة الجاري، على آثار قرية الأبواء (70 كم من محافظة رابغ)؛ لاستكشاف المواقع الأثرية في المنطقة والتعرف على الشواهد والعلامات الموجودة فيها، إثر شكوى تفيد بوجود مشروع لإنشاء طريق يؤثر على آثار في القرية. وأوضح مدير الآثار والمتاحف في جدة محمد بن سعد السبيعي أن الفريق سيقف على المنطقة؛ للتعرف على آثارها واكتشاف المزيد منها والتحقق من الشكوى التي تلقتها الجهات المعنية حول مرور مشروع طريق يهدد الشواهد الأثرية في المنطقة، وقال «الأبواء مليئة بالمواقع الأثرية والشواهد التاريخية». من جهته، أكد نائب الرئيس المساعد للآثار والمتاحف الدكتور حسين أبو الحسن وجود تنسيق بين هيئة الآثار ووزارة النقل قبل البدء في المشاريع، وقال «ضعف التنسيق الذي يحدث أحيانا بين المنطقة وجمعية الآثار يتدارك بسهولة قبل الشروع في العمل». وحول أهمية الأبواء الأثرية، أكد المستشار القضائي الدكتور صالح اللحيدان أن الأبواء التي تمتد من الشمال إلى الجنوب قرابة الثلاثين كيلا وعرضا قرابة الخمس والعشرين كيلا تحظى بآثار، أهمها استيطان العمالقة فيها في القرن الخامس قبل ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، وقال «المنطقة تحظى بآثار بعضها تلاشى لعوامل التعرية، كما تتواجد آثار باقية كالبركان الذي حدث في المنطقة قرابة 2000 عام، إضافة لآثار أخرى حدثت بعد زمن النبي صلى الله عليه وسلم كبعض الأبراج الصغيرة المبنية على الجبال، والتي استخدمها سكان المنطقة لمراقبة القادمين»، نافيا أن يكون القبر في الأبواء لأم النبي صلى الله عليه وسلم آمنة بنت وهب، قائلا إنها «دفنت في الأبوا قرب المدينةالمنورة لا الأبواء». أما عضو اتحاد المؤرخين العرب والخليجي وعضو جمعية حماية التراث السعودي الباحث مناحي القثامي، فأكد أن المنطقة غنية بالآثار، داعيا إلى ضرورة اكتشافها، خصوصا وقد سكنتها أمم قديمة، وقال: «الأبواء درب لكثير من الأمم»، وأضاف «آثارها القديمة لم تكتشف حتى اليوم»، وطالب القثامي بضرورة التنقيب عن آثار الأيواء وإجراء مسح شامل للموقع بالتعاون مع علماء الآثار وعلماء التاريخ.