قبل أسبوع، قاومت الأرق بقراءة تقرير صحفي عن انتشار تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، يقول الصحفي الذي أعد التقرير أن إقبال الدول على شراء هذا النوع من الطائرات لأغراض دفاعية يشبه إقبال العامة على شراء الهواتف الذكية، وتأتي الولاياتالمتحدة في طليعة الدول التي تنتج هذه التكنولوجيا، وقد وصلت نسبة هذه الطائرات غير المأهولة في أسطولها الجوي العسكري 31 بالمائة، وقد دخلت إسرائيل والصين على الخط لتتقاسما ما تبقى من سوق هذه الطائرات غير المأهولة التي يعادل حجمها حجم دراجة نارية. كان الجيش الأمريكي يعتمد على هذه الطائرات غير المأهولة في عمليات الاستطلاع والتجسس، ولكنه في السنوات الأخيرة زاد من اهتمامه بها بعد نجاحها الكبير في تنفيذ عمليات قتالية ساحقة، أهمها تلك الضربات الخاطفة التي استهدفت العديد من قادة تنظيم القاعدة، ولكن رغم إقبال الأمريكان المتعاظم على هذه التكنولوجيا، إلا أنهم يخشون وصولها إلى الدول المارقة أو التنظيمات الإرهابية، خصوصا أنه بإمكان أي دولة تملك صناعة جوية متواضعة أن تنتج طيارة بدون طيار، فهي مجرد: جهاز كمبيوتر مجنح!. وبالأمس، نشرت «عكاظ» خبرا حول تمكن المبتعث وسام صبان من إجراء تجربة عملية على غواصة مائية تعمل بنظام التحكم الذاتي في المياه الإقليمية الأمريكية، ووسام صبان هذا شاب طار من مكة إلى أستراليا لطلب العلم، فحاز على الميدالية الذهبية من الاتحاد العالمي للمخترعين، بعد أن اخترع طائرة «الصقر الأخضر»، وهي أول طائرة تصمم وتصنع في أستراليا تطير بدون طيار، وتعمل بالطاقة الشمسية، وتستخدم في مراقبة الغابات الأسترالية، وقد تمنى صبان يوم تقلده الميدالية الذهبية أن يستفاد من اختراعه في وطنه؛ لمتابعة الحشود البشرية أثناء موسم الحج أو مراقبة الحدود، وهو بالمناسبة حائز على واحدة من ثلاث بطاقات تؤهله للفوز بجائزة الإبداع للطائرات بدون طيار، والتي سوف يعلن عن نتيجتها هذا الشهر في بريطانيا، وتشرف عليها الجمعية الملكية للطيران. جذبتني حكاية وسام صبان، فسافرت في ديار الشيخ جوجل؛ بحثا عن أهم الإنجازات العلمية الدولية التي حققها سعوديون وسعوديات خلال العامين الماضيين، فأصبت بالذهول لأنها أكثر من أن تحصى في مقال!، كم مذهل من الاختراعات والاكتشافات والبحوث المتقدمة في مختلف العلوم، وعدد كبير من الجوائز المرموقة من أعرق وأهم الجامعات ومراكز البحوث في العالم، ميداليات ذهبية وفضية وشهادات تقدير في أكبر التجمعات العلمية الدولية، أغلبها تحققت على يد طلبة مبتعثين، ولكن ثمة قسم كبير من هذه الإنجازات العلمية حققها باحثون داخل الوطن. وهذا يعني أننا نملك العقول والمواهب القادرة على وضع البلد في مصاف الدول المتقدمة، ولكننا لا نملك حتى هذه اللحظة أي خطة لكيفية الاستفادة من هؤلاء المبدعين، فالسيناريو الأقرب للواقع أن وسام حين يحصل على الدكتوراه سوف يعود أستاذا في الجامعة التي ابتعثته (أم القرى)، ويقل اهتمامه تدريجيا بتطوير الطائرات بدون طيار والغواصات بدون غواص؛ لينشغل بمسائل من نوع أسعار الأراضي والفوضى المرورية، وسوف يتجول في حارات مكةالمكرمة، دون أن يرى (الصقر الأخضر) يحلق فوق رأسه!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة