لم تكن المملكة دولة عادية في الولادة، والبناء، والتعمير، والتنمية. إنها عبقرية القيادة والإنسان والمكان، دولة تتخلق كل يوم برزانة وحكمة،تبني وتبحث عن المستقبل كخلق جديد، هذه الدولة ليست عادية وأنني على يقين أن العناية الإلهية تحميها، وتمدها بالخير والبركة. المملكة هي القدرة المتجددة التي طال انتظار الجغرافيا لها، صحيح أن المكان نسج مجده وتحدى المأساة إلا أنه ظل في حالة صبر ينتظر قدره الإلهي ليولد بدولة وحدته بالتوحيد، وحملت روحه وهاهي كل يوم تقود إنسانه إلى مآله في حمل رسالته الحضارية التي أسس لها الإسلام. الأقدار الإلهية لا تأتي إلا في موعدها، لقد كان كنز الأرض ينتظر خروج وتأسيس وتوحيد المملكة ليصنع أقدار الجغرافيا الجديدة المتولدة بالحلم. المؤشرات تقول إن المملكة التي كانت في يوما ما في لحظة ولادة، تمكن إنسانها من تحقيق طموحاته، لقد بدأ التاريخ الجديد في جزيرة العرب بالدولة السعودية ولن ينته إنها تاريخ سيتجدد بشكل دائم ولن يمل التقدم. ليست جغرافيا الجزيرة العربية إلا قلب العالم، ومنها خرجت أعظم رسالة، وفيها مع دولة ماجدة سيكون للتاريخ وجود عبقري، وحضارة العالم اليوم تعتمد كليا على نفط هذه الأرض المباركة، وفيها من الأسرار ما لا نعلمه فالله يحميها ويحفظها وثقتنا بها مطلقة، فالمملكة تشكل أغلب جغرافية جزيرة العرب وهي قلبها النابض، وروحها المتحفزة ولابد لجغرافيا الجزيرة أن تكتمل بالقلب ليكون مجد إنسان هذا الجغرافيا أكثر قدرة وتحفزا على حمل مشروعنا الحضاري العربي الإسلامي. التكامل طريق لابد منه لتكتمل قوة الجزيرة بركة الله في أرضه. اليوم تحتفل المملكة بعيدها الوطني،احتفال يعبر عن هويتها ومجدها، تحتفل المملكة حكومة وشعبا والبلاد كأنها ورشة عمل لصناعة التطور، تحتفل بيومها الوطني وهي تخوض غمار التحدي وسط محيط تتلاطمه الأمواج، وهي الحمدلله شامخة ومستقرة. المملكة تتجه نحو المستقبل باقتدار، وعناية الله سترعاها بجهد قادتها ومواطنها الحر المحب للملك وللإنسان وللأرض.