نجد في كل فترة من الزمن أنفسنا على موعد مع عمل يسيء للإسلام أو للرسول عليه الصلاة والسلام.. هذه الأعمال إضافة إلى أنها تمثل حقدا دفينا على هذا الدين القويم، إلا أنها تستند في الوقت ذاته إلى ما دونه للأسف المسلمون أنفسهم في بعض كتب السيرة وكتب الحديث من أساطير وأكاذيب عن الرسول تشوه سمعته في عيون الأمم الأخرى، وعندما يتناولها الآخرون فنيا بعد الإضافة عليها طبعا بما يحقق أهدافهم نجد المسلمين يثورون غضبا، ليته كان بطريقة سلمية حضارية بل بالعنف والقتل أحيانا وكأنهم يريدون إثبات أن ديننا يدعو لهذا الأمر. كان يجدر بهؤلاء الغيورين على رسول الله أن ينقدوا ذواتهم وتراثهم الديني ومؤلفاتهم عن الرسول وينقحوها ويصفوها من كل شائبة تغضبهم وتزعجهم حينما يتناولها الآخرون في أي وسيلة من وسائل الإعلام والثقافة. كما كان يجب على هؤلاء الثائرين أن يعيدوا النظر في تراثهم الفكري الإسلامي عن الرسول صلى الله عليه وسلم سواء كانت أحاديث أو كتب سيرة وغيرها من التأليفات وفي كل ما يمكن أن يجد الآخرون فيه مادة درامية مسيئة لسيد الخلق وتنقية الإرث الفكري الإسلامي منها. إن الآخر يمثل ما هو موجود ومنقول من هذه التراثيات الفكرية الإسلامية التي يوجد منها الكثير لا يمت للواقع بصلة، لكنهم لم يأخذوا إلا ما يخص الرسول وهذا في رأيي لن يعالج قضية ولن يحقق هدفا سوى موجة الغضب والهيجان الإسلامي ضدهم. الآخرون أخطؤوا أيضا حينما لم يمثلوا واقع وطبيعة المسلمين أنفسهم لتتخذ هذه الأعمال طابعا إحراجيا ناقدا لأشخاص ليسوا منزهين عن النقد، لكن نقدهم كان مسيئا لسيد الخلق عليه الصلاة والسلام، فلعل مثل هذا كان جديرا بمراجعة المسلمين لأنفسهم ونقدها ومعالجة أخطائهم بدلا من الغضب والقتل والعنف تجاه الآخر.. وأخيرا، أقول: إن العنف والقتل لن يردا اعتبار الرسول في عيون الأمم الأخرى ولن يصححا صورته، إن الرسول صلى الله عليه وسلم هو رمز هذا الدين، فلماذا لا يجد هؤلاء الغيورون على رسول الله طريقة أخرى غير العنف والقتل؟.