حين استضافت «عكاظ» رئيس مجلس الشورى قبل نحو عام كان مما ألمح إليه معاليه ما يعمد إليه بعض المسؤولين من محاولة كسب الوقت بما يقدمونه من تقارير للمجلس يتعمدون الإطالة فيها على حساب الوقت الذي هو مخصص في الأصل لمساءلة أعضاء مجلس الشورى لذلك المسؤول عن مشاريع وزارته، ومستوى ما تقدمه من خدمات للمواطنين، وما يعتري تلك الخدمات من نقص وقصور. ولعلي لا أتوهم، وقد كنت أدير ذلك الحوار بين رئيس مجلس الشورى وضيوف ملتقى حوار المسؤولية المشتركة في «عكاظ» أن رئيس مجلس الشورى قد أشار إلى أن المجلس بصدد اتخاذ إجراء يحول دون ذلك، ويتيح لأعضاء الشورى الوقت الكافي والكفيل بمساءلة المسؤول عن أداء وزارته. ويبدو أن ذلك الإجراء لا يتصل بتحديد الوقت المخصص للمسؤول لتقديم تقريره للشورى بقدر ما هو إجراء لإلزامه بما نصت عليه قواعد الشورى من أن لا تتجاوز المدة التي يستغرقها بيان المسؤول الخمس عشرة دقيقة، ويكتفى بعدها باطلاع أعضاء الشورى على نص البيان الذي يكون قد تم توزيعه عليهم قبل الجلسة. رغم ذلك كله فإن الجلسة التي شهدت مساءلة وزير الصحة أول أمس شهدت اختراقا لقاعدة العمل في الشورى فلم يكتف وزير الصحة بما هو متاح له من الوقت لتقديم تقريره فتجاوزه ليستغرق حديثه خمسا وعشرين دقيقة جاءت على حساب الوقت المخصص للأعضاء مستفيدا من أن مجلس الشورى لم يتخذ بعد الإجراء الكفيل بإلزام المسؤول بالوقت المحدد له لتقديم تقريره. وقد كان بإمكان وزير الصحة أن يكتفي بتوزيع البيان على الأعضاء، بل ربما كان بإمكانه أن يكتفي بما يعلمه الأعضاء من مشاريع وزارة الصحة من خلال تصريحات كافة المسؤولين عنها في كل مناسبة وبدون مناسبة كذلك، وأن يجعل من جلسة الشورى فرصة لبيان الحقائق التي لا تظهرها البيانات والتقارير أو الحقائق التي تحجبها البيانات والتقارير مما يتعلق بصحة المواطن وليس بمشاريع وزارة الصحة. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة [email protected]