شرعت لجنة وزارية أمس، في التحقيق في ملابسات وفاة مواطنة وطفلتها في مستشفى النساء والولادة في خميس مشيط، واجتمعت بالطاقم الطبي من أطباء وفنيين وطاقم التمريض، وتدارست معهم القضية منذ استقبال الحالة حتى إعلان والوفاة وهي فترة لم تتعد الساعتين تقريبا، فيما علمت «عكاظ» أن اللجنة مكونة من استشاري أطفال حديثي الولادة واستشاري أطفال واستشاري عناية مركزة واستشاري تخدير وموجه فني من إدارة المستشفيات، ومحقق إداري من وزارة الصحة. واستدعت اللجنة، كافة الأطراف والطاقم الطبي المشرف على الحالة وكذلك ذوي المواطنة ووكيلهم الشرعي في القضية شقيق الزوج ناصر بن شفلوت والذي أكد ل«عكاظ» مطالبته بالتحقيق الدقيق في القضية، خاصة وأن الوفاة مشكوك في أسبابها نتيجة لخطأ طبي، كون الولادة كانت طبيعية، والأم وطفلتها في حالة صحية جيدة، وأنها تحدثت إلى زوجها وشقيقاتها وبشرتهم بأنها بصحة جيدة، قبل أن تتصل بعد مرور نصف ساعة من المحادثة بزوجها تستغيث وتطلب منه الحضور قبل أن تتدهور حالتها ومن ثم وفاتها هي وطفلتها قبل وصول الزوج. «عكاظ» زارت منزل زوج المتوفاة المكلوم، إلا أن الأمر تعذر حدوثه بعد أن ترك الزوج منزله وغادره خارج المنطقة بعد دفن زوجته وطفلتها، ومن ثم وكل شقيقه في مهمة متابعة القضية. وقال شقيق الزوج والوكيل الشرعي في القضية ناصر شفلوت، إن حالة شقيقه النفسية سيئة للغاية، وأصيب بصدمة كبيرة جعلته يختفي عن الأنظار ورفض حتى دخول منزله لما فيه من ذكريات محزنة. وأضاف: شفلوت بنبرات حزينة، أن شقيقه عقد قرانه قبل قرابة العام تقريبا وحصل على قرض زواج من بنك التسليف وألحقه بقرض تكميلي بقرض بنكي لتأثيث منزله وشراء سيارة خاصة، وكانت فرحته لا توصف عندما بشرنا بأن زوجته أنجبت طفلة وما هي إلا لحظات وهو يتصل بي منتحباً ويقول: «زوجتي وطفلتها توفيتا» وكانت الصدمة كبيرة علينا جدا وكنت خارج المنطقة في ذلك التأريخ وألغيت سفري وعدت مباشرة إلى المستشفى ومواساة شقيقي وأسرت زوجته. واستطرد بالقول: «اتصلت بمدير عام الشؤون الصحية في منطقة عسير، وطلبت تشكيل لجنة عاجلة والتحفظ على ملف القضية فورا، فوجه مدير إدارة المستشفيات في صحة عسير بمتابعة القضية مع المستشفى وتم التحفظ على ملف المتوفاة وطفلتها إلى حين تشكيل لجنة للتحقيق في حينه. وتحت الإلحاح والطلب من شقيق زوج المتوفاة ورغبته في دفن زوجته وطفلتها وتحت ضغوط حالته النفسية السيئة والصدمة التي كان يمر بها تم استخراج الجثة من المستشفى، ودفنها ولاحظنا في الجثث أمرا غريبا زاد من شكوكنا في وجود خطأ طبي في وفاة الأم وطفلتها. وأضاف: وفق أقوال المغسلة التي أشرفت على الغسيل والتي أحضرت من قبلنا كمرافقة في مغسلة الموتى في المستشفى، أن جثة الأم وطفلتها عليها تشوهات وكدمات باللون الوردي على أجزاء من جسمها، إضافة إلى نزيف للدماء من فم الأم وهو ما جعلنا في حيرة من أمرنا بهذا الخصوص الذي لم نجد له تفسيرا، في الوقت الذي لم نجد فيه جوابا شافياً عن سبب الوفاة من قبل الطبيب المباشر للحالة وهو أخصائي نساء وولادة وهو الذي هاتف شقيق الزوجة المتوفاة بحكم علاقة العمل التي كانت تربط بينهما من قبل في مستشفى خميس مشيط العام، وأبلغه بأن الوفاة كانت نتيجة جلطة بالرئة. وأضاف آل شفلوت بالقول: «راضون بقضاء الله وقدره ولكننا في نفس الوقت نطالب بفتح تحقيق موسع ودقيق في قضية وفاة زوجة شقيقي وطفلتها والتي توفيت في ظروف غامضة وغير مقنعة وأن أسرة الزوج والزوجة وبخاصة زوجها ووالدة الزوجة وأسرتها يعيشون حالة نفسية وصدمة عصبية كبيرة». وقال: زف لي مدير إدارة المستشفيات في عسير أن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة متابع لملف القضية. إلى ذلك، أوضح الناطق الإعلامي في صحة عسير سعيد النقير، أن صحة المنطقة قررت حظر سفر الكوادر المشرفة على ولادة المواطنة واستمرار عملهم بشكل طبيعي حتى الانتهاء من التحقيقات، مشيرا إلى أن عمر المتوفاة 32 عاما وليس 17عاما كما نشر في بعض وسائل الإعلام. في حين قال مدير إدارة المستشفيات في صحة عسير الدكتور وليد السنافي، إن مجريات التحقيق في القضية جارية وستعلن النتائج لاحقا، وإنه تم اتخاذ كافة الإجراءات المتبعة والنظامية حول هذا الملف، وقال: «اللجان المكلفة بالتحقيق في القضية ذات خبرة في مثل هذه القضايا الطبية، وهي من ستحدد مصير القضية، وستتم محاسبة المتسبب إن كان هناك خطأ طبي من الكادر المشرف على توليد المواطنة وطفلتها المتوفاتين».