في الوقت الذي تواصل فيه اللجنة المعنية بالتحقيق في وفاة أم وطفلتها الخميس الماضي أثناء الولادة، ذكرت مصادر طبية ل"الوطن" أمس أن المعلومات الأولية تشير إلى تعرضها لجلطة في الرئة، إلا أن الوقت لا يزال مبكرا لتحديد ما إذا كان ذلك بشكل عرضي أم بسبب إهمال وتقصير الطاقم الطبي، على اعتبار أن جلطة الرئة تحدث غالبا بسبب قلة حركة الدورة الدموية لاسيما أثناء الولادة، أو زيادة كثافة الدم أو جفاف الأوعية، ولا تكون في الرئة مباشرة بل تنتقل إليها من أحد أوردة الجسم، وتحديدا من الرجلين. وعملت اللجنة الطبية على التحفظ على ملف المريضة منذ وفاتها ودراسته بدقة، فضلا عن استجواب جميع من باشر الحالة من أطباء وفنيين وفنيات، فيما آثر ذوو المريضة استلام الجثمان، ودفنه الجمعة الماضي. وأكد شقيق زوج المتوفاه ناصر بن شفلوت أنه لا يمكن توجيه أصابع الاتهام إلى أحد بعينه، بقدر ما يجب أن تعمل اللجنة على إظهار الحقيقة بكل وضوح وشفافية، فإن كانت الوفاة بسبب خطأ طبي فيجب تحديد المتسبب بدقة ومن ثم اتخاذ الإجراءات النظامية بحقه وبما يكفل للأسرة كافة حقوقها، وإن كان غير ذلك فيتم إقناع الأسرة. وأضاف أن ما يبعث على الاستغراب وزيادة الشكوك الحالة الصحية الجيدة للزوجة قبل وبعد الولادة، إلى درجة أنها اتصلت على زوجها بعد الوضع مباشرة، وكذلك تزامن وفاة الأم مع طفلتها، لافتا إلى أن اتصالا هاتفيا ورد إليه من مكتب وزير الصحة يفيد بأن الحالة تحظى بمتابعة واهتمام من مسؤولي الوزارة. من جهته أكد المتحدث الرسمي للشؤون الصحية بمنطقة عسير سعيد النقير إلى "الوطن" أمس أن اللجنة لم تنته بعد من عملها المناط بها، وسيتم إعلان ما ستتوصل إليه من نتائج في حينه بكل شفافية، لافتا إلى استمرار حظر سفر كوادر المتعاملين مع الحالة. وكان مستشفى خميس مشيط للنساء والولادة، قد شهد الخميس الماضي وفاة أم "18 عاما" وطفلتها، بعد الولادة مباشرة، فيما وجه مدير صحة عسير الدكتور إبراهيم الحفظي آنذاك، بإجراء تحقيق عاجل في الحادثة لكشف ملابساتها.