رأى الدكتور مسفر محسن القحطاني أن الواقع متحرك ووضع المجتمع متغير، وبناء على ذلك، لا بد من توجيه الفتوى والنصوص الفقهية لمراعاة هذه الظروف التي تتغير أيضا بتغير المكان، حيث أن الفتوى في مكان لا يشترط أن تعمم على مكان آخر، استنادا إلى سماحة الدين ونهج المصطفى صلى الله عليه وسلم: «افعل ولا حرج»، تسهيلا على أمته ورفع المشقة عنهم. وأشار إلى أن بداية التسعينيات من القرن العشرين شهدت العديد من التيارات والتباينات في مسائل مختلفة، إلى جانب التغيرات الكونية والوقائع التي حدثت في العالم، ما كان لزاما الاستناد إلى فقه الواقع، مضيفا أن الفتوى تتغير بتغير الزمان والمكان، وقال: «الفتوى لا تتعارض مع ما نشهده من تطور ومسايرة لركب الحضارة، وفقه الواقع إن لم يفهم فسوف يعيش الناس في فوضى، ففقه الواقع يعين على فهم الشريعة»، جاء ذلك خلال كلمته في ندوة «فقه الواقع» التي اختتم بها سوق عكاظ، البارحة الأولى، برنامج فعالياته الثقافية لهذا العام 1433ه. من جانبه، أوضح الدكتور عبدالرزاق أبو البصل (من الأردن) أن الإجابة على المسائل تختلف باختلاف حال السائل، وكل الوقائع قد تتعدد وتتشابه من جهة، لكنها لا تتماثل من كل جهة؛ ولذلك كل واقعة تحتاج إلى اجتهاد جديد، وأضاف أن فهم النص يحتاج الواقع والوعاء الذي يحوي النص وفي تطبيق النص، مستنبطا بعض النصوص من أحكام الرسول في الحج التي تدلل على فهم فقه الواقع، والمتمثلة في التسهيل على الناس. الطاقة الشمسية من جهة أخرى، أجمع المشاركون في ندوة «الطاقة المتجددة .. بدائل النفط»، وهم: الدكتور أحمد ظافر القرني والدكتور حبيب أبو الحمايل (من المملكة)، محمد سعيد العمودي (من اليمن)، ونوار ثابت (من الجزائر)، وأدارها الدكتور محسن القحطاني، على أن الطاقة المتجددة هي المولدة من مصدر طبيعي غير تقليدي مستمر لا ينضب ويحتاج إلى تحويله من طاقة طبيعية إلى أخرى يسهل استخدامها بواسطة تقنيات العصر، مضيفين أن الإنسان يعيش في محيط من الطاقة، فالطبيعة من حوله تعطي دون توقف كميات ضخمة من الطاقة غير المحدودة، بحيث لا يستطيع الإنسان أن يستخدم إلا جزءا ضئيلا منها، فأقوى المولدات على الإطلاق هي الشمس، ومساقط المياه وحدها قادرة على أن تنتج من القدرة الكهرومائية ما يبلغ 80 % من مجموع الطاقة التي يستهلكها الإنسان، وبينوا أن الطاقة الشمسية استحوذت من كل بدائل النفط والبدائل الأخرى المتجددة على خيال الرأي العام وصانعي القرارات واهتماماتهم على حد سواء، حيث تدخل الطاقة الشمسية والمصادر المتجددة عناصر أساسية في برامج الطاقة لدى جميع البلدان، وخصوصا تلك التي تتمتع بظروف شمسية أو حيوثرمية أو رياحية جيدة. الاستثمار المتأخر وركزوا على خصائص وميزات الطاقة المتجددة التي تتمثل في أنها متوفرة في معظم دول العالم، ومصدر محلي لا ينتقل ويتلاءم مع واقع تنمية المناطق النائية والريفية واحتياجاتها، ونظيفة ولا تلوث البيئة وتحافظ على الصحة العامة، واقتصادية في كثير من الاستخدامات وذات عائد اقتصادي كبير، وضمان استمرار توافرها وبسعر مناسب وانتظامه، كما أن الطاقة المتجددة تحقق تطورا بيئيا واجتماعيا وصناعيا وزراعيا، وتستخدم تقنيات غير معقدة، ويمكن تصنيعها محليا في الدول النامية. وخلص المشاركون في الندوة إلى أن الطاقة الشمسية تعد من أهم موارد الطاقة في العالم، وقد تأخر استثمارها الفعلي، رغم أن أهم مميزاتها كونها مصدرا لا ينضب، فالمملكة العربية السعودية تتلقى يوميا أكثر من مائة مليون كيلووات / ساعة من الطاقة الشمسية، أي ما يعادل قوة كهربائية مقدارها أربعة بلايين ميجاوات أو الطاقة الحرارية التي تتولد من إنتاج عشرة مليارات من البراميل النفطية في اليوم.