لم تحظ الندوة العلمية "الطاقة المتجددة.. بدائل النفط" التي كانت المحطة الأخيرة في برنامج الفعاليات الثقافية لسوق عكاظ بتفاعل الحضور، على الرغم من محاولة الدكتور أحمد ظافر القرني ربطها بسوق عكاظ على حد قوله حينما ذكر أن القائمين على السوق يريدون أن يتم ربط هذه الندوة بعكاظ وبالثقافة. وشارك الدكتور أحمد القرني في الحديث خلال الندوة عن الطاقة المتجددة الدكتور حبيب أبو الحمايل من المملكة ومحمد سعيد العمودي من اليمن. وبدأ الدكتور القرني الندوة بالحديث عن الطاقة المتجددة الشمسية وطاقة الرياح، مشيرا إلى أن المملكة من أفضل مناطق العالم في الطاقة الشمسية وهي أعظم طاقة تنزل على الأرض ولكن استخداماتها محدودة. وأضاف أن العالم يتجه للتحولات خاصة للطاقة، وضرب القرني أمثلة لهذه الطاقة المتجددة بالمقطرات، مختتما حديثه بالتذكير بأن سوق عكاظ جاء ليذكرنا بالماضي ويفتح آفاق الحاضر نحو مستقبل مشرق. ثم تحدث الدكتور حبيب أبوالحمايل عن سعر الطاقة الشمسية، وقال "إن سعرها رخيص جدا، مشيرا إلى أن أكثر الشركات التي تنتج بعضها قد انسحب من السوق وخصوصا بعد دخول الشركات المنافسة من دول مثل الصين. وذكر أن هناك جهات تأخذ في استخدام الطاقة كإنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، مشددا على أهمية وجود تشريعات تساهم وتساعد في الاعتماد على الطاقة الشمسية. وأكد أن الطاقة النووية ليست متجددة لأنها تعتمد على وقود نووي، بينما الطاقة الشمسية صديقة للبشر. وأضاف بأنه لا بد أن يكون هناك توازن عند استهلاك الطاقة الشمسية ونحاول توفيرها. وأشار الدكتور محمد العامودي إلى أن الخليج والجزيرة العربية واليمن تعاني من شح في المياه، فهناك مليار شخص ليس لديهم مياه نقية، موضحا أن الحل يكمن في استعمال الشمس. وأجمع المتحدثون في الندوة على أن الطاقة المتجددة هي المولدة من مصدر طبيعي غير تقليدي، مستمر لا ينضب ويحتاج تحويله من طاقة طبيعية إلى أخرى يسهل استخدامها بوساطة تقنيات العصر. وأضافوا أن الإنسان يعيش في محيط من الطاقة، فالطبيعة تعمل من حوله دون توقف معطية كميات ضخمة من الطاقة غير المحدودة، بحيث لا يستطيع الإنسان أن يستخدم إلا جزءا ضئيلا منها، فأقوى المولدات على الإطلاق هي الشمس، ومساقط المياه وحدها قادرة على أن تنتج من القدرة الكهرومائية ما يبلغ 80% من مجموع الطاقة التي يستهلكها الإنسان. وأكدوا أن الطاقة الشمسية استحوذت من كل بدائل النفط والبدائل الأخرى المتجددة على خيال الرأي العام وصانعي القرارات واهتماماتهم على حد سواء حيث تدخل الطاقة الشمسية والمصادر المتجددة عناصر أساسية في برامج الطاقة لدى جميع البلدان وخاصة تلك التي تتمتع بظروف شمسية أو حيوثرمية أو رياحية جيدة، مشيرين إلى أن خصائص وميزات الطاقة المتجددة تتمثل في توفرها في معظم دول العالم كمصدر محلي لا ينتقل ويتلاءم مع واقع تنمية المناطق النائية والريفية واحتياجاتها، ونظيفة ولا تلوث البيئة وتحافظ على الصحة العامة واقتصادية في كثير من الاستخدامات وذات عائد اقتصادي كبير وضمان استمرار توافرها وبسعر مناسب وانتظامه. كما أن الطاقة المتجددة – حسب وصفهم - تحقق تطورا بيئيا واجتماعيا وصناعيا وزراعيا، وتستخدم تقنيات غير معقدة ويمكن تصنيعها محليا في الدول النامية، مؤكدين أن الطاقة الشمسية تعتبر من أهم موارد الطاقة في العالم وقد تأخر استثمارها الفعلي رغم أن أهم مميزاتها أنها مصدر لا ينضب فالمملكة تتلقى يوميا أكثر من مائة مليون كيلووات/ ساعة من الطاقة الشمسية، أي ما يعادل قوة كهربائية مقدارها أربعة بلايين ميجاوات.