ذوو الاحتياجات الخاصة كم أكره هذا التصنيف الذي يضعهم في فئة تحكم على نشاطاتهم بالموت وتقلص مشيئتهم على الاحتياجات الضروية مهمشين بذلك أرواحهم هم ليسوا فقط باب للحسنات وزيادة الأجر ..! هم أجزاء من منظومة تسمى مجتمع تضيف لهم ويضيفوا لها .. وهناك نماذج في حياتي اعطتني الكثير رغم الفارق الطبي الذي بيننا أولها أخي حياته عبارة عن شاشة مليئة بالألوان لاتنقل له سوى الأحلام ! حالته كانت تحتم عليه أن يبقى وحيدا لا يشعر بوجود احد ولا يستطيع التعامل مع أي كان مع ذلك لم يعجز أن يعبر لي عن الفرح حين يحصل على الغنيمة في عينيه! يعلمني الأمومة والصبر باحتراف حين يلجأ إلي ليشعر بالأمان ويستعين بي عند قضاء حوائجه وحين يتراقص فرحا بين يدي. علمني أن الحزن بقع داكنة في أثواب الفرح تزول مع أول غسلة. أما صديقتي قوبلت نظرات احتضانها للحياة بنظرات عتاب كون قدمها لا تلامس الأرض التي نطأها مختالين متكبرين! وكأنها من اختارت أن تختلف عمن سواها. وبرغم الغربة التي أحاطت بها ملكتني من أول موقف جمعنا القدر كانت لي قلبا ينبض بالأمل ولسانا ينطق بالفرح. وصديقة كانت طوق النجاة في يوم ما رغبة الإنسان في التلاحم الأسري والانخراط المجتمعي ايدلوجيا وفطرة تتكون منذ اول صرخة للانسان لكن محاولاتي تبخرت عندما داهمتني كلماتها ،فقد ضاقت أحلامها ولم تتسع لتلك القوقعة التي لجأت إليها لتنجو من نظرات الاستحقار والنفور الواضح من الآخرين. كانت تحتاج إلى من يراها بعين إنسان يستحق الاحترام والتقدير والكرامة أيا كانت ظروفه، حسبه، نسبه، خلقته ! فهي أشياء تفرض علينا ولم نختارها ولا مجال لتبديلها حسب ما تشتهيه أهوائنا، المظهر، الهيئة، الحسب، النسب ليست وسيلة للتباهي والتفاضل إلا عند أناس يتوقف حكمهم على الآخرين عند الشكل الخارجي فقط. ذوي الاحتياجات نجحنا في إيجاد هذا المسمى بما يتناسب مع احتياجاتهم الطبية فقط ونسينا تصنيفهم الأساسي كإنسان يستحق الاحترام والاهتمام والمشاركة ولكن جبروت مدينة حديثة قدمت العقل على القلب وجعلت من الإنسان أعور يرى العالم من زاويته فقط. إنهار سد دموعي الذي شيدته منذ زمن ضدها لكي لا تكون رمزا لضعفي ولا منظدة تزين لي الاستسلام!.