خفضت المملكة نسبة الأمية في البلاد من 60 في المائة في عام 1392ه إلى نسبة متدنية بلغت أربعة في المائة هذا العام 1433ه. وانحسرت النسبة بفضل التركيز على تحجيم المشكلة منذ أكثر من أربعين عاما، ما أسهم في تحقيق منجز تنموي في وقت قصير بالنظر إلى تفاوت النسبة. وبهذا الإنجاز تشارك المملكة العالم في احتفاله «باليوم العالمي لمحو الأمية» اليوم. وبرز الاهتمام بمحو الأمية في المملكة منذ أكثر من نصف قرن وتحديدا في عام 1376ه، حيث أول ظهور لنظام يختص بتعليم الكبار ومحو الأمية، وما سبقه من تمهيد تعليمي تمثل في الكتاتيب وهي مدارس تعتمد على أدوات تقليدية، ثم التعليم الأهلي وصولا للتعليم النظامي. ونقل موقع وزارة التربية والتعليم عن مسؤول تعليمي قوله: إنه في الوقت الذي تفتح فيه بلادنا كل يوم بين مدرسة أو مدرستين في كل الأماكن لأبناء المملكة، وصلت نسبة الالتحاق نحو 98.7 في المائة. وعقب وكيل وزارة التربية والتعليم لشؤون تعليم البنين الدكتور عبدالرحمن بن محمد البراك بالقول: وبالرغم من ذلك كان لتعليم الكبار الذين فاتهم قطار التعليم نصيب من هذه المدارس وأصبحت هناك حملات محو أمية شاملة. وأضاف: لن تنتهي الحملات إلا وأتقن كبار السن الكثير من المعارف والمهارات ونحن مستمرون في هذه الحملات حتى آخر أمي. وتمكنت المملكة من خفض نسبة الأمية بشكل كبير بفضل الدعم الذي يجده قطاع التربية والتعليم من حكومة خادم الحرمين الشريفين لنشر التعليم وتهيئة سبله للراغبين فيه. وكانت الكتاتيب ثم المدارس الأهلية قد أدت دورا مهما مع نشأة المملكة لنشر التعليم ومحو الأمية لجميع الفئات العمرية ولكل الجنسين، وما تلا ذلك من استحداث لإدارة مختصة بتعليم الكبار وما لبثت أن توسعت في نشاطاتها وأعمالها حتى تم تعديل مسماها في عام 1405ه إلى الأمانة العامة لتعليم الكبار. ونما الاهتمام بمحو الأمية وتعليم الكبار، بوضع أول نظام تعليمي للكبار في عام 1376ه، وهو أول نظام لتعليم الكبار ومحو الأمية في المملكة وكان من أبرز ملامحه اختصار مدة الدراسة إلى ثلاث سنوات ثم تطور النظام فأصبحت الدراسة بموجبه أربع سنوات سنتين للمكافحة وسنتين للمتابعة يحصل بعدهما الدارس على الشهادة الإبتدائية. وفي عام 1392ه صدر نظام تعليم الكبار ومحو الأمية الذي رسم السياسة العامة للتعليم ومحو الأمية والأهداف منه وواجبات الدولة والقطاع الخاص وشكلت له لجنة عليا يرأسها وزير المعارف ( آن ذاك ) وصدر لهذا النظام لائحة راعت التطور الذي يشهده العالم والتوجه نحو تعليم الكبار والتعليم المستمر. وحققت المملكة نموا أفقيا في عدد المدارس التي بلغت 3085 مدرسة تضم 8067 فصلا ويدرس بها حوالى 82797 أميا وأمية ويقوم بتعليمهم 10200 معلم ومعلمة، فيما بلغت مدراس تعليم الكبار ومحو الأمية للبنين في عام 2010 / 2011م 729 مدرسة تضم 1261 فصلا يدرس بها 12638 أميا، كما بلغت مدارس محو الأمية في قطاع البنات 2358 مدرسة تضم 6806 فصول دراسية يدرس بها 70158 أمية. ونتيجة لذلك حصلت المملكة على خمس جوائز دولية وإقليمية وهي جائزة محو الأمية الحضاري في عام 1996م من المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم، جائزة الملك سيجونغ لمحو الأمية في عام 1996م من المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم، جائزة توم العالمية لمحو الأمية في عام 1998م من المنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم، جائزة محو الأمية الحضارية في عام 1998م من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والجائزة العلمية لتعليم الكبار في عام 1999م من المجلس العالمي لتعليم الكبار. وتسعى وزارة التربية والتعليم إلى تحقيق أحد أهدافها المتعلقة بنشر العلم ومحو الأمية، فيما استكملت الأمانة المختصة بتعليم الكبار برامج متعلقة منها «وزارة بلا أمية» و «الأمن العام بلا أمية» بالإضافة للحملات الصيفية والمراكز المسائية لمحو الأمية.