امنحوهم حقوقهم ذوو احتياجات خاصة أو معاقون؟ لايهم. الأهم، أن نرجو أن لا يكون في مجتمعنا عائق أو معيق لهم. من منا لم يعرف شخصا كف بصره أو أصم أو أبكم، أو يجلس على كرسي متحرك؟ كل ما أرجوه أن يكون لهذه الفئة قوانين تحفظ حقوقهم، وذلك يكون بمنع التمييز ضدهم بأي شكل من أشكاله. وأشكال التمييز بشكل عام، متنوعة ومختلفة، وقد تأخذ صورا خطيرة لا إنسانية، كممارسة العنف ضدهم. ومع أن الجميع يرفض العنف، لكن قد تكون البيئة غير مدركة بالنتائج المترتبة على استخدام العنف، أو لاتحد منه. ومن أشهر الأمثلة على ذلك، المواقف المخصصة لهم. تجدها في الوزارات وفي المطارات، والجامعات، والمحلات الكبيرة، ولكن للأسف تجد أن البعض يركن سيارته فيها غير مبال أن هذا الموقف لايحق له الوقوف فيه، وهناك تمييز آخر قد لايدركه البعض، مثل مانجده في السوبر ماركت أو محلات التسوق التي لاتصعد لها إلا بدرج، هذا تمييز ضد من يستخدم الكرسي المتحرك؟ كيف يدخل المحل؟ أو كيف يصعد إلى الطابق الثاني إن انعدم المصعد أو السلم المتحرك؟ يجب أن تكون هناك قوانين تكفل حقوق هؤلاء الفئة، قوانين معروفة ويسهل العلم بها، وتكون هذه القوانين مفعلة في كل مرفق من المرافق الخدمية وحتى في الشركات الخاصة. لاأنسى ذلك المشهد. كنت في إحدى مدن اليابان، عندما رأيت امرأة عمياء تمسك عصاها تحركها أمامها وتمشي بسرعة على ممر خاص يسهل لها المشي في الشارع، وقطع الشارع والوقوف عند الإشارة. كانت تمشي أسرع مني، وتصعد الدرج، وتمشي في المحطة وتركب القطار وتجلس في كرسي ذوي الاحتياجات الخاصة المتوفر بكل سهولة ويسر. عندما أرى مثل هذه الأمثلة الجميلة أغار وأتمنى أن أراها يوما في وطني الحبيب. حمزة بوقري (جدة)