خلق الله الإنسان وصوره فأحسن تصويره.. ووهب له من الأعضاء والأجهزة والأنسجة ما يعينه على القيام بوظيفته، هذه الأنسجة كلها متكونة في أساسها من الخلايا التي هي أصلا تجمع لعدد من الذرات في نظام دقيق ومحكم.. فالذرات هي جسيمات دقيقة جدا يبلغ قطرها نحو جزء من مليون جزء من الملليمتر، وهي تتكون من نواة موجبة الشحنة صغيرة الحجم محاطة بإلكترونات سالبة الشحنة تتحرك في فراغ هائل وبسرعة كبيرة جدا. تخيل أن الذرة أصبحت بحجم ملعب كرة القدم.. النواة عندئذ ستقع في مركز دائرة منتصف الملعب وستكون بحجم حبة عدس تقع في منتصف هذه الدائرة، وبهذا المقياس تكون الإلكترونات كذرات الغبار فوق مقاعد الجمهور!!. هذا الفراغ الهائل المحيط بالنواة يشكل معظم حجم الذرة، لدرجة أننا لو ضغطنا ذرات مليون شخص.. وتحديدا 1,627.000 شخص.. بحيث تصبح النواة ملاصقة للنواة المجاورة لتكونت مادة بحجم 1 سم مكعب فقط ! بالتالي ضغط الأرض بكل ما فيها يعطي مادة تكفي لملء علبة كبريت!. وهنا أذكر فائدة في محاضرة للدكتور صبري الدمرداش عن دوران الإلكترونات حول النواة بسرعة هائلة جدا بحيث لو توقفت عن الدوران للحظة لانجذبت إلى النواة بسبب اختلاف شحنتيهما ثم اختفت فيها مما يؤدي لانضغاط الذرة وانكماشها.. بالتالي فإن الجمل بوزن 800 كغم يصبح خيطا من الصوف بطول (8) سم، وبنفس كتلته السابقة.. قال تعالى: (.. لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخِياط..) (40) الأعراف.. لذا وإن كانت صورة الجمل يدخل في ثقب الإبرة مستحيلة في أذهاننا لكننا الآن نوقن أنها ممكنة بقدرة الله عز وجل في حال توقفت الإلكترونات عن الدوران للحظة واحدة فقط.. فإذا كنا مخلوقين من عدم.. ومعظم أجسادنا ما هي إلا فراغ.. فلماذا نتكبر ونتجبر وكأنه لم يخلق مثلنا؟!. هناء عابد