صدر مؤخرا في المكتبات الفرنسية كتاب حمل عنوان «عش مع بيكاسو»، من إعداد لويز ليريس البائعة المتخصصة في أعمال بيكاسو. وتدور مواضيع الكتاب حول الأسرار الخفية في حياة وأسرة الرسام العالمي «بيكاسو». ويلقى الكتاب الضوء على زوجات بيكاسو وأبنائه، بالإضافة إلى ميراث هذه الأسرة من الأعمال الفنية التى تركها الفنان الكبير، حيث يركز الكتاب على «كلود بيكاسو»، وهو الوريث الأكبر لأعمال والده، وهو مصور وفنان، ودرس السينما والإخراج السينمائي، كما يشير إلى موضوع الانتحار في أسرة بيكاسو، حيث انتحر حفيده وصديقته مارى تيريز وزوجته جاكلين. وقد ترك بيكاسو عند وفاته عام 1973 ميراثا من الأعمال الفنية يضم ألفا و885 لوحة، وألفين و800 قطعة سيراميك، وألفا و228 قطعة نحت، وقرابة 10 آلاف صورة. وتحدثت الكاتبة عن مولد الفنان في عام 1881 بمدينة ملقة في جنوبإسبانيا لأسرة متوسطة الحال، وكان بابلو هو الطفل الأول فيها، كانت أمه تدعى ماريا بيكاسو (وهو الاسم الذي اشتهر به بابلو فيما بعد)، أما والده فهو الفنان خوسيه رويز الذي كان يعمل أستاذا للرسم والتصوير في إحدى مدارس الرسم، وكذلك كان أمينا للمتحف المحلى، وقد تخصص في رسم الطيور والطبيعة، وكان أجداد رويز من الطبقة الأرستقراطية إلى حد ما. أظهر بابلو شغفه ومهارته في الرسم منذ سن مبكرة، وكانت أمه تقول أن من أولى الكلمات التي نطقها بابلو كانت تعني «قلم رصاص». وتطرق المؤلف إلى تعرض الفنان عام 1895 لصدمة شديدة بعد وفاة شقيقته الصغرى ذات السبع سنوات، إثر إصابتها بمرض الدفتيريا، وبعد وفاتها انتقلت العائلة مرة أخرى إلى برشلونة، حيث عمل الأب هناك أستاذا بأكاديمية الفنون الجميلة، وبدأ بابلو في الازدهار من جديد، مع إبقائه على الحزن والحنين إلى الوطن الحقيقي.