مع بداية فترة إعداد الأندية السعودية للمنافسات المحلية هذا الموسم، تعرض عدد من اللاعبين لبعض الإصابات التي حرمت تلك الأندية من الاستفادة من بعض نجومها، الذين كانت تعول عليهم أن يكونوا دعامة قوية لها خلال المنافسات المختلفة هذا الموسم، إلا أن شبح تلك الإصابات التي طاردت عددا من هؤلاء النجوم طرح العديد من التسأولات حول أسباب حدوث الإصابات في بداية فترة الإعداد ، وهل للأجهزة الفنية والطبية في الأندية دور في حدوث الإصابات للاعبين ، أم أن اللاعبين أنفسهم وسوء إعدادهم هو السبب في حدوثها. «عكاظ» طحت القضية على أهل الاختصاص فخرجت بهذه المحصلة: الدكتور مدني رحيمي أكد أن ثقافة اللاعب هي السبب الرئيسي في حمايته بعد الله من حدوث الإصابات ، وذلك إذا كان اللاعب على قدر كبير من المحافظة على لياقته البدنية أثناء فترة توقف المسابقات، فللأسف الشديد غالبية لاعبينا لا يوجد لديهم نظام معين أثناء الإجازة التي تمنح لهم بعد نهاية الموسم الرياضي فنجد أن السواد الأعظم منهم لا يتقيد ببرنامج معين أثناء فترة الإجازة مما يعرضهم للإصابات في بداية فترات الإعداد ، بالإضافة إلى أن للأجهزة الفنية والطبية دورا في حدوث الإصابات في بداية فترة الإعداد لذلك على مدرب اللياقة أن يختار التدريبات المناسبة للاعبين في بداية فترة الإعداد ، وأن لا تكون مجهدة للاعبين في بداية عودتهم للتدريبات حتى لا تحدث الإصابات لا قدر الله ، كما أن الجهاز الطبي في كل فريق تقع عليه مسؤولية كبيرة في التشخيص الدقيق للإصابات والعلاج المناسب لتلك الإصابات حتى لا تحدث مضاعفات للاعب ، وفي كل الأحوال يظل اللاعب السعودي يحتاج إلى كثير من التوجيه والتوعية بأهمية المحافظة على موهبته حتى يستمر سنوات طويلة في ملاعب كرة القدم. بندر الأحمدي: توزيع الأحمال مطلوب المدرب الوطني بندر الأحمدي قال : في البداية أود الحديث عن فترة الإعداد وأهميتها بالنسبة للاعب والفريق فهذه الفترة تعتبر الفصل الأول من فصول مسيرة الفريق في الموسم الرياضي ، وتزداد أهمية هذه الفترة كلما زادت رغبة الفريق والمدرب واللاعبين بتحقيق انجاز معين أو المنافسة على أقل تقدير ، وتنقسم فترة الإعداد إلى قسمين هما الإعداد العام والإعداد الخاص والذي تأتي مرحلة المباريات التجريبية آخر مراحله ، لكن هناك بعض الفرق التي تعاني من بعض منغصات هذه الفترة وأقصد فترة الإعداد وكلنا نعلم أن الإصابات هي أولى هذه المنغصات التي تعاني منها الأندية وتتسبب في إرباك الأجهزة الفنية وتحدث الإصابات في فترة الإعداد لعدة أسباب وهي : بيئة الملاعب والمرافق التي يرتادها اللاعبون أثناء التمارين فقد تكون هذه الأماكن غير مجهزة بالشكل الجيد الذي يكفل عدم حدوث الإصابات ، بالإضافة إلى وجود أخطاء فنية في توزيع الأحمال التدريبية أثناء هذه الفترة من قبل الجهاز الفني فهذا يؤدي بشكل مباشر لحدوث الإصابات لدى اللاعبين ، وتعتبر هذه الفترة في أذهان اللاعبين هي فترة اختيار التشكيل الأساسي فنجد بعض اللاعبين يبذل قصارى جهده منذ بداية فترة الإعداد ظنا منه انه قد يظهر أمام المدرب بشكل جيد دون أن يراعي التدرج في بذل المجهود وفق البرنامج المعد مما يعرضه للإصابة ، بالإضافة إلى أن المتغيرات النفسية للاعبين تساهم بشكل كبير في حدوث الإصابة ، والنمط الغذائي والسهر خلال فترة الإعداد التي تتزامن مع إجازة نهاية العام حيث المناسبات الاجتماعية والاحتفالات وغيرها ، وعدم وجود الأجهزة الطبية المؤهلة في كثير من الأندية كل هذا يعتبر من أهم أسباب حدوث الإصابات للاعبين خلال فترة الإعداد ، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بالفحوصات الطبية والاختبارات الفسيولوجية في بعض الأندية يؤثر بشكل مباشر على سلامة اللاعبين ، وتأخر بعض الأندية في التعاقد مع الأجهزة الفنية يؤدي إلى الاستعجال في تنفيذ برنامج فترة الإعداد أو اختصاره نظرا لقرب موعد انطلاق المسابقة مما يؤدي إلى حدوث الإصابات ، كما أن الإصابات التي تحدث في نهاية الموسم ولا يتم إكمال علاجها بشكل جيد نظرا لبدء الإجازة أو لانتهاء عقد الجهاز الفني والطبي بعد آخر مباراة من أهم الأسباب في حدوث الإصابات في فترة الإعداد لأن تلك الإصابات القديمة ستظهر مع بداية التمارين طالما أنها لم تعالج بشكل جيد ، وتابع : حرص اللاعبين على إثبات الوجود وإظهار قدراتهم للمدرب والتنافس على المراكز يؤدي إلى كثرة الاحتكاكات في هذه الفترة مما ينتج عنه حدوث الإصابات ، وعدم التزام بعض اللاعبين بالتواجد من بداية فترة الإعداد يحدث الإصابة لهم في فترة الإعداد ، وتأخر بعض الأندية في تعاقداتها مع اللاعبين فنجد بعض اللاعبين ينضمون للفريق بعد مرور المرحلة الأولى من فترة الإعداد وينخرط في التمارين دون جاهزية ، كما أن إهمال بعض اللاعبين بالتجهيزات والملابس أثناء التدريب كعدم استخدام واقي الساقين أو الرباطات التي تحمي المفاصل وغيرها ، و الإفراط في استخدام مسكنات الألم وبخاخ التخدير أثناء حدوث الكدمات الخفيفة في التدريب يؤدي إلى مواصلة اللاعب للتدريب دون الشعور بالألم مما يؤدي إلى تفاقم الإصابة دون شعور اللاعب بها ، وعدم التزام بعض اللاعبين بتعليمات الأجهزة الفنية والطبية فيما يخص النوم المبكر والتغذية الجيدة وأداء تمارين التقوية بشكل جيد ، كل تلك العوامل تتسبب في إصابة اللاعبين أثناء فترة الإعداد. سالم الزهراني : الإرهاق أصاب اللاعبين من جانبه يرى البروفسور سالم الزهراني استشاري جراحة العظام وإصابات الملاعب والطب الرياضي أن اللاعبين يعانون كثيراً من الإرهاق الذي يصيبهم جراء المدة الزمنية الطويلة التي يخوضون خلالها المنافسات الرياضية المختلفة ، في ظل فترات توقف متكررة تتسبب كذلك في حدوث تلك الإصابات للاعبين ، بالإضافة إلى أن ثقافة المجتمع بشكل عام لها دور في حدوثها ، حيث إن اللاعبين أبناء هذا المجتمع ويحملون ثقافته ، لذلك نجد أن أغلب اللاعبين لا يهتمون بأداء التدريبات بشكل جيد ، ولا يهتمون كذلك بنظام غذائي معين طوال فترة التوقف ، بالإضافة إلى الكثير من الأسباب التي يحتاج اللاعب إلى معرفتها خشية أن يقع فيها أثناء فترة الإعداد وتحديداً فيما يختص بالجانب اللياقي وطرق الإحماء للعودة مجدداً إلى ممارسة كرة القدم بعد فترة توقف طويلة ، وتابع : أما الإصابات التي تنتج عن الالتحام بين اللاعبين طبيعي جداً أن تحدث في كرة القدم ، ولكن فترة الإعداد بحاجة إلى مدربي لياقة على قدر كبير من الخبرة والدراية ، بالإضافة إلى أن على اللاعب تقع مسؤولية كبيرة في المحافظة على معدله اللياقي بشكل جيد أثناء فترات التوقف.