تدخل الأندية السعودية مرحلة الإعداد للموسم الرياضي الجديد، حيث تقوم الأندية بمعسكرات داخلية وخارجية لها بغية الوصول إلى المعدل اللياقي المطلوب وتحقيق الانسجام بين جميع عناصر الفريق، وتدخل مرحلة الإعداد للموسم المقبل منعطفا مهما وحساسا وهو أن جزءا من ذلك الإعداد سيكون في شهر رمضان المبارك الذي تختلف فيه العادات الغذائية والحياتية مما يفقد اللاعبين الكثير من المعدل اللياقي الذي اكتسبوه طوال فترة الإعداد، بالإضافة إلى الزيادة المتوقعة في الوزن لغالبية اللاعبين، فكيف ستتمكن الأندية من تجاوز هذه المرحلة الحساسة والمهمة من الإعداد بأقل الخسائر، وما الطرق الغذائية السليمة الواجب اتباعها لتحقيق التوازن الغذائي الذي يكفل للاعبين المحافظة على لياقتهم ومعدل أوزانهم الطبيعية. «عكاظ» طرحت القضية أمام أهل الاختصاص وخرجت بهذه المحصلة: بداية، قال الدكتور رشيد الحمد عضو الاتحاد السعودي للتربية البدنية والرياضة: في واقع الأمر وفي ظل الاحتراف الذي يطبق في أنديتنا أتمنى أن يحظى موضوع التغذية باهتمام الأندية، لأنه أصبح له دور قوي ومؤثر ومرتبط بالتدريب ونجاحه مباشرة، وأرى أن وجود أخصائي تغذية في الأندية أصبح مطلبا وأمرا ضروريا لاكتمال منظومة العمل مع فريق كرة القدم، فما يتناوله اللاعب من وجبات بلاشك له دور في عطاء اللاعب وزيادة قدرته وأدائه، ويقول المركز الطبي للفيفا إن احتياجات الجسم والعمليات الكيميائية الحيوية فيه من الطاقة تختلف حسب جدول المباريات في الموسم وعلى حسب حاجات كل لاعب على حدة، ونقص تزويد الجسم بالكمية اللازمة يؤدي إلى اضطرابات هرمونية وكيميائية حيوية ووظائف مناعة الجسم وصحة العظام، وتناول السكريات بكمية كافية هو الهدف الاستراتيجي الأول للمحافظة على القدرات البدنية اللازمة. ويشدد أخصائيو التغذية على الممارسين للرياضة خلال شهر رمضان بالحرص على الإكثار من السوائل وخصوصا الماء والأملاح والسكريات والبروتينات والفيتامينات التي تقاوم الجهد، وأنه من الضروري على لاعب كرة القدم في شهر رمضان أن يحرص على أن يكون هناك توازن في الغذاء الذي يتناوله والذي لا بد أن يشتمل على بروتين ودسم وسكريات ونشويات، بالإضافة إلى كميات من الماء، مع الحرص على تناول السوائل خلال الإفطار لتعويض ما فقده اللاعب طوال ساعات صيامه، إذ يفضل تناول الشوربة بأنواعها وكوب من الشاي أو القهوة المحلاة، إضافة إلى التمر كطعام أساس عند الإفطار، مع قطعة من الخبز أو الزبدة والعسل، مع مراعاة تناول نسبة معينة من اللحوم يوميا، إضافة إلى الخضراوات والأملاح المعدنية والمشروبات والفواكه، والحرص على التغذية المتوازنة والسليمة التي تشمل خمسة أمور، هي؛ تناول السوائل، وكمية طاقة الوجبات الغذائية، ومحتواها من العناصر الغذائية، والعادات الحياتية، والمنشطات أوالمواد الداعمة. وبشكل عام يراعى عدم تناول اللاعب كل ما يوجد على مائدة الإفطار في شهر رمضان لتفادي زيادة الوزن. من جهته، ناشد أخصائي التغذية الدكتور فهد الحميد الممارسين للرياضة خلال شهر رمضان المبارك بالحرص على الإكثار من السوائل وخصوصا الماء والأملاح والسكريات والبروتينات والفيتامينات B وC الذي يقاوم الجهد، مشيرا إلى ضرورة أن يكون هناك توازن في الغذاء الذي يشتمل على 15 في المائة بروتين، و30 في المائة دسم، و55 في المائة سكريات ونشويات، و1.5 لتر ماء موزع على الوجبات الثلاث (الإفطار والعشاء والسحور) وشدد الحميد على أهمية تناول السوائل خلال الإفطار لتعويض ما فقده الرياضي طوال ساعات صيامه، إذ يفضل تناول الشوربة بأنواعها وكوب من الشاي أو القهوة المحلاة، إضافة إلى قطعة من الخبز مع مراعاة مضغه جيدا، والبسكويت أو الزبدة والعسل والفاكهة إلى جانب التمر كطعام أساس عند الإفطار اقتداء بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم. وطالب الحميد لاعبي كرة القدم خصوصا بأكل ما يقارب 200 جرام من اللحوم يوميا خلال رمضان، إضافة للخضراوات والأملاح المعدنية والمشروبات والفواكه، وهذه تسمى التغذية المتوازنة والسليمة في هذا الشهر. وقال هناك عدة مكونات أساسية للتغذية من السكريات والبروتينات، وتتوزع أهمية كل مكون حسب الطاقة التي يزود بها جسم الرياضي كالسكريات، كونها تساعد على الهضم ونجدها في السكر والفواكه والمشروبات، ويمنح هذا النوع طاقة مهمة للرياضي في فترة وجيزة جدا، ولها دور في رياضات متعددة تزيد ممارستها على ساعتين، ويجب أن يستعين الرياضي بمياه ملونة محلاة أو عصير في كل خمسة كيلومترات من ممارسته للرياضة، لأن استمراره دون تناول للسكريات قد يضعف طاقته وبالتالي يقل عطاؤه. ونصح الحميد الرياضيين بعدم تناول كل ما يوجد على مائدة الإفطار في شهر رمضان لتفادي زيادة الوزن. من جانبه، أكد المدرب الوطني فيصل البدين أن فترة الإعداد في شهر رمضان من الصعب جدا إيجاد نظام معين للاعبين ليسيروا عليه بسبب أن العادات الاجتماعية بشكل عام تتغير في هذا الشهر الفضيل وكل المجتمع يقوم بنمط سلوكي معين خلال هذا الشهر، واللاعبون يعتبرون جزءا من هذا المجتمع فبالتالي من الصعب تنظيم برنامج إعدادي متكامل لهم، بالإضافة إلى أن العادات الغذائية في هذا الشهر متغيرة ولكن يجب على اللاعبين عدم الإفراط في تناول السكريات والدهون، والمحافظة على الجانب اللياقي لهم ومعدل أوزانهم. ولكن هناك مشكلة تواجه اللاعبين في هذا الشهر وهي مشكلة السهر فغالبية الأندية تنهي تمارينها في منتصف الليل وهذه إشكالية أخرى فكل المجتمع يسهر حتى الصباح واللاعب جزء من المجتمع فمن الصعب إيجاد حلول، ولكن أعتقد أن فترة شهر رمضان غير مؤثرة بشكل كبير ومن السهولة على اللاعبين العودة تدريجيا لمعدلاتهم اللياقية بعد هذا الشهر من خلال التمارين المكثفة التي تساعدهم في العودة إلى الوضع الطبيعي الذي كانوا عليه. حمد الصنيع مدير الكرة السابق في نادي الاتحاد، أكد أن تغيير النظام الغذائي خلال شهر رمضان يؤثر بشكل كبير على أداء وعطاء اللاعبين ويحتاج اللاعب خلال هذا الشهر إلى التوازن في عملية تناول الطعام وعدم الإفراط فيه، والتركيز على أداء التمارين بشكل دقيق ومنظم حتى يضمن اللاعب عدم تأثره بالتغيير الذي يطرأ على النظام الغذائي له وبما يكفل له أن يقدم مستوى يرضي جماهير فريقه. وتعود مسألة الاهتمام باللاعبين وتوعيتهم وتوجيههم خلال هذا الشهر إلى الأجهزة الفنية والطبية في الفريق فهذه الأجهزة هي المسؤولة بشكل كامل عن غذاء اللاعبين وحثهم على نوعية محددة من الأطعمة ومتابعة اللاعبين ومعدلات أوزانهم والعمل على تحقيق الوزن المثالي للاعبين دون أية زيادة تتسبب في البدء مجددا في خفض الوزن بالنسبة للاعبين، مما يربك عمل الأجهزة الفنية والطبية في الفريق. فعلى اللاعبين التقيد التام بتعليمات الأجهزة الفنية والطبية للمحافظة على الوزن المثالي واللياقة البدنية المطلوبة. كما أكد علي باعامر مدير الكرة السابق في النادي الأهلي على أن الإعداد في شهر رمضان يحتاج إلى تركيز كبير في النواحي الغذائية من قبل اللاعبين. وأكد أن اللاعب هو المسؤول الأول عن المحافظة على وزنه وعدم الإفراط في تناول الوجبات المشبعة بالدهون، بالإضافة إلى الوجبات ذات السعرات الحرارية العالية التي تتسبب بشكل رئيس في زيادة مفرطة لوزن اللاعب مما يجعله يبدأ من جديد مرحلة الإعداد للعودة إلى المستوى اللياقي المطلوب، بالإضافة إلى أن الأجهزة الطبية في الفريق ومدرب اللياقة عليهم دور في متابعة أوزان اللاعبين وتوجيه اللاعبين وحثهم على التوازن الغذائي الذي يكفل لهم المحافظة على المخزون اللياقي، بالإضافة إلى محافظتهم على أوزانهم، ولكن المشكلة الكبيرة في هذا الموسم أن شهر رمضان المبارك يأتي في أواخر مراحل الإعداد للمسابقات المحلية للموسم المقبل مما يجعل مسألة التحكم في عودة اللاعبين إلى أوزانهم الطبيعية قبل بدء دوري زين من الصعوبة بمكان، لذلك على الجهاز الطبي التأكيد على اللاعبين بضرورة التقيد بنظام غذائي معين خوفا من أن يبدأ الموسم وغالبية اللاعبين يفتقدون الوزن المثالي والمخزون اللياقي الذي يعتبر هو الأساس في مراحل الإعداد للمسابقات والمشاركات المقبلة.