مما تصاب به الاتجاهات الفكرية والعقائدية مع طول الزمن وكثرة الاتباع أنها تفقد جوهرها الأصلي وتصبح مجرد مجموعة من المسميات والصور النمطية والشعارات والأسماء العتيقة والتصنيفات التي تعطي أصحابها هوية ومكانة اجتماعية وحتى وظيفية أكثر من كونها تجسد الجوهر الأصلي، وفي ظل احتدام الجدل والتربص المتبادل والمعارك اللفظية المشخصنة على ساحات الإعلام الفضائي والصحافي والإعلام الجديد متمثلا في الصحف الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي بين من يصنفون على أنهم «إسلاميون» ومن يصنفون على أنهم «ليبراليون» في ظل هذا الواقع وجد عدد متزايد من ذوي الوعي المرتفع والعقلية المنفتحة من كل الاتجاهات أن كلا الفريقين لم يعودوا يمثلوهم، وإن معارك المتزعمين لها باتت تمثل أصحابها فقط، وهذا أدى لتكون اتجاه جديد يمكن تسمية أصحابه ب «الوعيين» أي «أهل الوعي» وعديد منهم من حملة العلم الشرعي لكن وعيهم انفتح على روافد أخرى متجددة للمعرفة والثقافة والفكر وهذا أحدث تطورا نوعيا في آرائهم وجعلهم يعيدون تمحيص كثير مما كانوا يعتبرونها قناعات مفروغ منها ويتوصلون لوعي جديد بصددها، وهؤلاء مثلوا البديل الجديد للشباب الطامحين لبناء وعي جديد غير مستغرق في الصراعات التقليدية حول أمور بات الوعي المنفتح الجديد يراها هامشية ومشخصنة وقد تجاوزها الزمن، وقد شهد هذا الاتجاه طفرة نوعية في ظل الربيع العربي لما رأى أن المصريين استطاعوا خلال نصف شهر تحقيق ما فشلت الجماعات الإسلامية بما فيها الإرهابية في تحقيقه خلال أكثر من نصف قرن، وهذا ساعد على تحرير الكثير من العقول من تقوقعها في السياقات النمطية غير المستوعبة لماهية التطورات النوعية التي حصلت وتحصل في العقلية والنفسية الجماعية للأجيال الجديدة التي باتت كما يقال «مفتحة الوعي» منذ الصغر.. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة