تتوج القارة الأوروبية الليلة نجمها الذهبي للعام الحالي 2012 حين يكشف عن هوية اللاعب الفائز بلقب أفضل لاعب في مسابقات اليوفا بين الثلاثي اللامع المدريدي كريستيانو رونالدو والكالتالونيين ليونيل ميسي و أندريا أنستا، ولا يبدو أن الخيار قد يكون سهلا والتنبوء بالاوفر حظا بينهم غير أن حصاد أي منهم اللقب سيكون منصفا وعادلا. ويتواجه الثلاثي في موقعة بعيدة عن ميادين الكرة وهي ليست المرة الاولى للنجمان ميسي ورونالدو اللذين ألفا مثل هذه المواجهة رغم غكتساح الفتى الارجنتيني معظم المواجهات، بيد أن الحاضر اللافت بينهما هو الاسباني أندريا أنيستا الذي سجل نفسه الابرز على مستوى مسابقة كأس الامم الاوروبية الصيف الماضي وحصد لقبها مع منتخب بلاده وإنتزع جائزة الافضلية التي قد تطاله خيراتها في منافسة اليوم الخاصة. وعلى أن ثنائية التنافس بين النجمين ميسي ورونالدو كانت حديث الرياضيين غير أنها هذه المرة لا تظهر على ذات الفوارق التي حسم معها ليونيل اللقب لصالحه، في ظل تألق البرتغالي الانيق وهيمنته على أرقام الليغا واليورو والتي يستلح بها كما هم المنافس الثالث أنيستا الذي لا يبدو أن أسهمه تقل عن سواه بل قد يفرض نفسه عليهما سيدا وعلى نجوم القارة العجوز. ميسي .. الأسطورة العصري حصد النجم الارجنتيني إعجاب ملايين الاشخاص حول العالم وأصبح اللاعب رقم واحد بينهم جميعا، بعد ان فرض حضوره بنمطية في الاداء لا يحاكيها سواه محطما الارقام واحدا تلو الآخر لدرجة أن اجبر خصومه والناقمين عليه على التغني بموهبته، ولم يعجز عن حصد هذه الجائزة وجوائز الفيفا حتى أنه بات على مقربة تحقيق رقم قياسي فيها وكان قد توج بالجائزة في الموسم الماضي بعد حصوله على 39 نقطة ويأمل هذا العام أن يكرر ما حققه وبرقم غير مسبوق، ويبدو مهيأ لذلك إذ حفل موسمه بمجموعة من الانجازات فأصبح خلاله الهداف التاريخي لبرشلونة بعد أن أحرز هاتريك في مرمى غرناطة في بطولة الدوري الإسباني متجاوزاً سيزار الفاريز صاحب 232 هدفا مع النادي ومحققا إنجازا مميزا يضاف لسلسلة إنجازاته مع النادي الكاتالوني، وسجل خلاله مع فريقه 73 هدفا في 60 مواجهة، بينما لم يكن حضوره مع منتخب بلاده بذات التميز بعد مشاركة لم ترتقي لمستوى الطموحات في بطولة كوبا أمريكا حيث لم يسجل أي هدف ولكنه صنع ثلاثة أهداف، وتم اختياره كرجل المباراة في مباراتين ضد بوليفيا وكوستاريكا، وخرجت الأرجنتين من الدور الربع النهائي في ركلات ترجيحية ضد الأوروغواي بعد تعادل بهدف و لجوء لوقت إضافي ثم ركلات ترجيح سجل ميسي من أول ركلة. رونالدو .. العملاق الأنيق تظهر حظوظ البرتغالي كريستيانو رونالدو في حصد اللقب هذا العام اكثر من أي وقت مضى وهو الذي حل في المركز الثالث قبل عام، إذ تعالت أسهمه كثيرا وكان المؤثر الاول في منتخب بلاده وناديه الاسباني رغم التجاذبات والاضطراب في العلاقة بينه وبين جماهير النادي الملكي، ويبحث عن تتويج موسمه الجيد بلقب يضيفه إلى سجله الذهبي وهو الذي يرى كثيرون انه أسطورة أخمدها ظهور ميسي في زمنه وخطف منه كل ضوء كما هو الحال مع الجوائز الضخمة. و كان عامه الحالي مميزا وأفضل حالا إلى حد ما من منافسه ميسي فسجل مع فريقه 60 هدفا في 55 مباراة فقط وبلغ رقما قياسيا على المستوى الشخصي والليغا الذي حققه للمرة الاولى مع النادي الميرنجي وهو ثاني بطولاته معه، وأظهر قوة الموسم الماضي في الاداء واستطاع تسجيل هدفه ال 100 مع الريال في جميع المسابقات منذ انضمامه للفريق الملكي وهو إنجاز كبير لم يحققه سواه، ويحسب له أنه قاد منتخب بلاده البرتغال في بطولة أمم أوروبا 2012 إلى نصف نهائي وحقق عدة مكاسب من مشاركته واعتبر أصغر لاعب يحقق حصيلة المباريات التي شارك بها مع سيلساو أوروبا. أنيستا .. العريس الأوروبي يأمل الاسباني أندريه أنيستا أن يزف عريسا للمرة الثالثة على مستوى القارة، فبعد أن كان عريس منافسات اليورو بحصده لقب أبرز لاعب فيها مع منتخب بلاده وجمعه بين اللقب والافضلية ثم عرسه الاسطوري على الممثلة الامريكي، أصبح قاب قوسين أو ادنى من ان يتوج بجائزة أفضل لاعب ويتوقع بعض المراقبين والنقاد أن يكون الاوفر حظا وفق معايير الجائزة بعد حصاده عدة جوائز ومستويات رائعة مع ناديه ومنتخب بلاده، إذ كان من الاسماء اللامعة في الليغا رغم فقدان فريقه اللقب وحصد مجموعة من البطولات المهمة استهلها بكأس العالم للاندية ثم السوبر فكأس ملك إسبانيا قبل ان يتوج بكأس أوروبا، وكان انيستا قد حقق 3 ألقاب لدوري ابطال أوروبا (الشامبيونز ليغ) مع فريقه و 5 مرات الدوري الأسباني(الليغا) وحقق كأس العالم للاندية مرتين، وكأس ملك إسبانيا مرتين و بطولة كأس السوبر الأسباني 4 بطولات،فيما حقق كأس السوبر الأوروبي مرتين، اما مع المنتخب الأسباني فكان احد نجوم العصر الذهبي وصناع الانجازات الكبرى إذ حقق بطولة امم أوروبا مرتين عام 2008 وعام 2012 وكأس العالم 2010 في مباراة نهائية كان هو عريسها الأول بعد احرازه للهدف الوحيد بتلك المباراة في الدقيقه 116 بعد تمديد المباراه لشوطين إضافيين.