أصبح من المعتاد أن يبرز موضوع السياحة الداخلية في المملكة في كل مناسبة وفي كل موسم سياحي مثل إجازة الصيف وإجازة الربيع والأعياد، وتنشط أجهزة الإعلام في هذه المواسم للحديث عن السياحة وتركز على الهيئة العامة للسياحة من منطلق أنها الجهة الرسمية والمعنية بموضوع السياحة منذ تأسست الهيئة وحتى اليوم. وعلى سبيل المثال نشرت بعض الصحف المحلية هذا الأسبوع خبرا مفاده أن السعوديين الذين سافروا إلى الخارج هذا العام أنفقوا حوالى 17 مليار ريال سعودي في الخارج. كما نشرت «عكاظ» أن الهيئة العامة للسياحة بمنطقة مكةالمكرمة وأمانة جدة تعكفان على دراسة الاستفادة من التجارب العالمية في صناعة الفعاليات والمهرجانات في العام المقبل، وأن رجال الأعمال والمستثمرين يجمعون على أهمية تنمية السياحة في المملكة وتحديدا في مدينة جدة ولديهم استثمارات تقدر بحوالى 5 مليارات ريال في كورنيش جدة. وتعقيبا على هذه الأخبار (المحزنة) أعود للحديث عن السياحة الداخلية وأكرر القول إنها مازالت تراوح مكانها دون أي تحسن ملموس من قبل المواطن أو المقيم وكذلك العاشق للسياحة الداخلية والخارجية. والمحزن في الأمر أن السياحة الداخلية اختزلت في المهرجانات التي تشرف عليها أمانات المدن، وهي في الحقيقة عبارة عن برامج ضعيفة جدا لا تسمن ولا تشبع احتياجات ومتطلبات السائح، واستغرب أن الجهات المعنية بالسياحة الداخلية حسب ماجاء في الخبر تبحث عن التجارب الدولية في مجال إقامة المهرجانات. في الوقت الذي يرى الكثير أن هذه المهرجانات عبارة عن فوضى سياحية وذات طابع استهلاكي تجاري خال من مواصفات الخدمة السياحة الجاذبة والمؤثرة والتي ينشدها السائح. فالسياحة الحقيقة في نظر الكثيرين تعني الخدمات المتنوعة والاسترخاء والثقافة والمعرفة، كما أن السياحة تعني الخروج من الروتين اليومي والإحساس بالمتعة والحصول على الخدمة المتميزة في المدينة السياحية. فهل يا ترى تستطيع الهيئة العامة للسياحة أن تعلن عن خطة وطنية للسياحة في المملكة، مع خطة زمنية للتنفيذ بحيث تتضمن تلك الخطط برامج لإنشاء معالم سياحية دائمة ومستمدة من طبيعة المدن التي تتواجد بها السياحة وعلى طوال العام، بدلا من الانشغال في مشاريع سياحية ذات طابع تجاري غير جاذب أرجو وأتمنى ذلك. * رئيس مجموعة أبحاث الاقتصاد والتسويق Twitter@drhabiballah