في مشهد حزين ومؤثر، ودع عدد كبير من المشيعين فجر أمس ضحايا الحريق الذي وقع في مركز الشقيق التابع لمحافظة الدرب شمال جازان، حيث احتضنت مقبرة بن هيجان جثامين الأم وأبنائها الأربعة الذين قضوا في منزلهم إثر انفجار مكيف إحدى الغرف عصر أمس الأول. وشوهد والد الأسرة معيوف علي حاتم يغادر المقبرة قبل الانتهاء من الدفن لعدم قدرته على تمالك نفسه أثناء دفن زوجته وأطفاله، فيما انخرط عدد كبير من أقارب وذوي الأسرة في نوبة بكاء حادة، وتولى المواطنون عملية الدفن بدلا عنهم. وامتلأ جامع الشقيق بعدد كبير من المصلين الذين أدوا صلاة الجنازة على المتوفين الخمسة يتقدمهم نائب رئيس مركز الشقيق إبراهيم عطاردي وعدد من المسؤولين في محافظة الدرب. وأبدى محمد فواز جد الأطفال عن حزنه لرحيل ابنته وأحفاده الصغار، مستذكرا أن الليلة التي سبقت الحادثة كانوا في منزله يلعبون بفرح حيث حصلوا على عيديتهم ثم غادروا إلى منزلهم ليكونوا مع والدهم قبل أن يسافر إلى عمله في تبوك اليوم ولكن تغير حالنا في هذا اليوم. وثمن جد الأطفال اهتمام كل من واساهم في مصيبتهم، مؤكدا رضاه بقضاء الله وقدره وسائلا الله أن يجعلهم شفعاء لهم. من جهته اتهم يحيى حاتم «عم الأطفال» مستوصف الشقيق لعدم وجود سائق لسيارة الإسعاف أثناء نقل أبناء شقيقه مشيرا إلى أن ممرضا تولى قيادته اختصارا للوقت. وأضاف: الغريب هو عدم وجود اسطوانة أكسجين لإنقاذ الأطفال، فهل يعقل وجود قسم للطوارئ بالمركز لا يحتوي على المستلزمات الطبية المهمة في إنقاذ المرضى. واستنكر عم الأطفال لحظات الحادثة، مشيرا إلى أن الأسرة كانت تغط في نوم عميق وذهب (الأب) إلى أحد المطاعم لشراء الغداء وأثناء خروجي لاحظت وجود أدخنة من المنزل، وعندما اقتربت سمعت صوت بكاء أحد الأطفال «راشد» كسرت الباب وحاولت الدخول إلا أن كثافة الدخان منعتني ولكن صوت استجدائه جعلني أغامر في الظلام وتتبعت الصوت حتى أخرجته في هذه اللحظة حضر والدهم إلا أن الدخان كان قد أجهز عليهم. وكانت الشقيق قد استيقظت على مصرع الأم وأبنائها الأربعة (ولدين وبنتين) في حريق مأساوي إذ تسببت أدخنة الحريق الذي اندلع في منزل شعبي في حي الحواتم في مصرعهم ونجاة طفل (3سنوات). وعلمت «عكاظ» أن الأسرة كانت تقيم في مدينة تبوك وعادت العام الماضي، فيما بقي الأب يعمل هناك ويزورهم في الإجازات.