أدى نحو مليون مصل أمس صلاة أول جمعة بعد العيد في الحرمين الشريفين، وسط منظومة متكاملة من الخدمات من قبل الجهات المختصة بخدمة الزوار والمعتمرين في المدينتين المقدستين. وخلال خطبة الجمعة أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه. مشيرا إلى أن شرع الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم تجارة توصل إلى الله وتؤدي إلى مرضاته وأعمال تستجلب رحماته ويكافئ عليها بجنته، وقال في خطبة الجمعه يوم أمس بالمسجد الحرام بأنه لم يزل فينا عبق من شذا شهرنا لم يغط ولم يزل فينا من تراتيل القرآن الكريم لم تجف ولم تزل عيوننا ندية على وداع رمضان، وما ذاك إلا ما افتقدناه من لذة الطاعات وحلاوة القربات المقربة، مشيرا إلى أن الإنسان إذا غالب نفسه وواصل نوافل العبادات التي اعتادها في شهر رمضان من صيام وقيام وقراءة للقرآن الكريم وصدقة وخير لانقلبت حياته إلى خير دائم وانقلبت نفسه لرياض من القربات المتصلة، وتمثل قول الله عز وجل «قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين». وبين فضيلته أن الأرض ميراث الله لعباده يختارون منازلهم من الجنة في قدر حظهم من العبادة، وقال المؤمن الحق سائر إلى ربه يسعى ويجد لا ينتهي حتى يكون منتهاه الجنة ولا يقف حتى يدركه الموت، موضحا فضيلته أنه إذا انقضى رمضان وهو شهر مضاعفة الأجور فإن الله تعالى هو رب كل الشهور وفي الحياة آفاق واسعة للعمل الصالح وأجور تضاعف وهى المتجر الرابح، وفي شرع الله وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم تجارة توصل إلى الله ودروب تؤدي إلى مرضاته وأعمال تستجلب رحماته ويكافئ عليها بجنته، قال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما «أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل»، وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك، وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن النبي صلى الله عليه وسلم قد دلنا على أعمال يسيرة ورتب عليها أجورا كثيرة وفتح لنا أبوابا واسعة من الأعمال الصالحة نتزود بها يوم الحساب وندخرها للقاء رب العالمين، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يصبح على كل سلام من أحدكم صدقة، وكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويبسط من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى». من جهة أخرى أدى أمس أكثر من نصف مليون مصل صلاة الجمعة الأولى بعد انتهاء رمضان والعيد في المسجد النبوي الشريف، ضمن منظومة متكاملة من الخدمات بإشراف ورعاية من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد، وقامت الجهات المعنية مثل الشرطة والمرور والهلال الأحمر والرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي الشريف، حيث قامت شرطة المدينةالمنورة وبقيادة اللواء سعود الأحمدي بتنفيذ خطة أمنية هدفت منها ضبط الحالة الأمنية، شارك فيها 3500 جندي بالإضافه إلى طلاب مدينة التدريب العام التي كانت لهم فرصة كبيرة لتقديم خدمات جليلة، حيث تم ضبط الحالة الأمنية والإشراف على تنفيذ الخطة المرورية، وأوضح اللواء سعود الأحمدي أن رجال الأمن بذلوا جهودا كبيرة سواء في رمضان أو العيد وخاصة في أول جمعة بعد شهر رمضان المبارك، مشيدا بما قدموه حيث نجحوا في تنظيم المصلين الذين وصلت أعدادهم أكثر من نصف مليون. وقال مدير العلاقات العامة بوكالة الرئاسة لشؤون المسجد النبوي، إن الصلاة أديت بكل انسيابية وراحة رغم الزحام الشديد، وقال إن حوالى 2000 موظف وموظفة قاموا بتنظيم حركة المرور من وإلى المسجد النبوي الشريف وتنظيم الدخول والخروج من المسجد النبوي، مضيفا أن الجميع ولله الحمد أدوا صلاتهم بكل أريحية وانسيابية وتم فرش الساحات والأسطح وتزويد 300 ألف ترمس بماء زمزم المبرد وتشغيل مراوح الأعمدة التي قامت بتلطيف الجو الحار من خلال الرذاذ التي تنفثه. من جهته أوضح العقيد محمد الشنبري أن رجال المرور بكافة كوادرهم قاموا بتنظيم الحركه المرورية من وإلى المسجد النبوي ومنع الازدحام وفك الاختناقات المرورية والتي أدت إلى أن يصل المصلون إلى المسجد النبوي بكل راحة واطمئنان.